مسرح الفوضى - حكمة شافي الأسعد

أفرغتُ كفّي من بهاءٍ ممكنٍ، وأتيتُ ..
من حلُمٍ إلى حلُمٍ حملتُكِ
كالطيور على ذراع الشعر،
مرّتْ سارقاتُ الوردِ بي
لم ألتفتْ للعطرِ ..
يشغلني التفكّرُ بالعبارات التي ارتُجِلتْ على عجلٍ بمسرحنا،
وخلّفتِ الغموضَ لدهشة الشعراء والغرباءِ.
أوراقي فُتاتُ القلبِ
يحملها الهواءُ كصرخةٍ في البئر، أفزعتِ العصافيرَ
الصغيرةَ ../
للعصافير انتحابٌ مزمنُ التجوالِ
لا أحدٌ سوى تشرينَ يوقفُهُ ..،
ويوقفني سقوطُ الحلْم من فمكِ الذي وهبَ السلامَ !
وكلُّ ثانيةٍ ستوقفني وتسألني.
شراعٌ واحدٌ يكفي لأفضحَ دهشةَ المجهول، والإنسان، والتاريخِ حين يصير عاطفةً، وطائفةً، وبحراً عابثاً بالقلبِ.
مسرحُنا يرتّبُ ما تساقطَ من روايته أخيراً ..
للتخيّلِ واقعٌ،
ولمرّةٍ أخرى يدُ السيّاف تبحث عن يدي الملأى بعشب الحبِّ،
والجمهورُ يسخرُ من دمي.
لو صرخٌة يا ربُّ قبلَ الموتِ، تكفيني
لأدخلَ في الجنازة دون موتى آخرين
يشاركـون السيفَ عارَ دمي بأعينهمْ./
ومسرحُنا يرتّبُ واقعاً فوضى،
وجمهوري يميلُ إلى التخيّل
لو ـ إلهي ـ صرخةٌ ..
تكفي لأغفرَ جرأةَ الأنثى التي تركتْ على عَـبَثِ الكلامِ شقائقَ النعمان،
وارتفعتْ ..
ولا أحدٌ سوى تشرينَ أوقفني عن التمثيل وحدي،
ثمّ أدخلني بأدوار الجنازة والدمِ المسفوكِ وحدي./
للتخيّل واقعٌ أقوى من النسيان،
والنسيانُ دورٌ عاجزٌ في مسرح الفوضى.
إذاً ـ ولأعْترفْ ـ فلصرخة البئرِ القديمة رعشةٌ
أقوى من النسيان ..
فلْيبقَ الصدى القدّيسُ ما شاءَ احتمالُكِ للمسافةِ،
ربّما يكفي لأغفر ما تركتِ هنا على عبث الكلامِ،
وربّما يكفي لأغفر جرأة القصب المردِّد سيرتي بين القرى.
*
19-1-2005