وحيــــدا ... وحافـــلا بالـسواد - خلف علي الخلف

أيُّها المهر الأسود
أين تمضي بفارسكَ القتيل
لوركا
*
وحيداً
كما موقدٍ في ديارٍ رحل آهلوها
وتناسوا جمره ميتاً
مثل راعٍ ضيع الإبل
خطّ على الرمل قطعاناً من الإبل
.
وسرح بها
وحيداً .. وحافلاً بالسواد
تهلُّ عليه الليالي زذاذاً يابساً
يفرش لها تربة السنين الحمل أوزارها
فتبزغ من خافقيه شمسُ الرحيل .
ململماً أشلائه من براريه ،
مكوماً عمره تلة من نحيب :
.
خلفي /
قبور لا شواهد لها من خطاي
أمامي /
براري تتشهى الخطى لتَعْمُر مقابرها
…… غزالة روحي أتعبها الحنين لصوت أولادها
ركضت صوبهم /
اقتربت من نهر ريحتهم
أطلق سوادي صقر ظلمته
اصطاد منها ماء الحنين ماتت
مقتولة بظماها .
.
وحيداً
وملتفاً بلياليه
في بريةٍ تقتات خطاه
أينما حلَّ
يرمي السنين عن كاهليه يتركها ، يتامى
ينطرون صبح عودته
.
ويمضي …
هاجراً مدناً ما أرضعته حليب نياقها
نازلاً مدناً ترمي العيون برمل الرحيل
.
وحينما تضبح الروح من شمس العطش
يشرب من أصابعه ماءَ الكلام
[ شرب البليخ كلَّ البليخ
شرب ماءً من فرات الصبا
وظل يصرخ :
يا عطشي ]
.
مقتفياً ريحة البدو القدامى /
ساعين للماء الذي يجفو خطاهم
يهرول صوب الخليج صائحاً :
سأشرب ماء الخليج ……
.
على شاطئٍ "للخبر " *
حفر لصيحته قبرها
دثرها بأشلائه
ترك ظله شاهدةً للقبر
عاد يتمتم :
يا للخليج
كمذاق العمر
*
الرياض 1996