الديوان السجين - سليمان العيسى

كانت مجموعةَ أشعارِ
عطشى للحب ، وللثارِ
فيها زفرات الاحرار
وطلائع فجرٍ من نارِ
كانت مجموعةَ أشعار
...
كلماتٌ .. لا تؤذي أحدا
كتبت بجراحات الشهدا
وأماني إخوتنا بَدَدَا
تمضي .. فتكون لهن صدى
كلمات .. لا تؤذي أحدا
...
ماذا تعرف في الحرف المسطور
كي يُرهب أعداءَ النور ؟
عجباً .. للذئب المسعور
والغاب رهيب الديجور
ماذا في الحرف المسطور !
...
الرعب الأسودُ ، والقَتْلُ
والسيفُ المُصْلَت ، والنصل
والجند الشاكي ، والغُلُّ
في قلب الظلمة ينْسَلُّ
عبثاً ، فالفجر سينهلّ
...
عبثاً يتمطّى الإرهابُ
ويُحَدّ النبع المنساب
ويُكَفّ الموجُ الوثاب
للبلبل والنسر الغابُ
والعاصف ماضٍ غلاب
...
وتخطى الديوانُ البيدا
ليصافح إخوته الصيدا
والشطّ ، ولحناً عربيدا
وشراعاً حُلْواً ممدودا
يتحدّى الأغلال السودا
...
وعلى كلماتٍ تتّقدُ
أهوت في ظل الصمت يَدُ
وتزلّقَ طرفٌ يرتعدُ
ماذا ؟ العاصف يحتشد
وغدٌ .. ملْكُ الأحرار غدُ
...
وأشاحَ أجيرُ الطغيانِ
للموت أغاني الديوانَ
للموتِ حديث البركانِ
والفجر الملتهب الداني
ونذيرُ الافق بطوفان
...
وتوارت في الكهف الاغْبَرْ
مجموعةُ الحانٍ تَزْأرْ
وتململَ في الوجه الاصفر
شبَحٌ من رعبٍ لا يُقهر
لا يخفيه الكهف الأغبر
...
أعرفت سجينك بغدادُ ؟
تنهال عليه الاصفادُ
ويهزّ السوطَ الجلاد
فعلى الارجوحة أوصادُ
ولكل وميضٍ مرصادُ
...
وتَشُقُ الدربَ أغانينا
وتهزّ السجن كما شينا
الثورة تزحم وادينا
الشعب يموج براكينا
واللفظُ الثائر حادينا
...
بغداد ، صباح الثوارِ
فوق النجوى والاوتارِ
تتخطى حُلْمَ القيثار
دفقاتُ سناكِ الهدّار
آمنتُ بزحف الإعصارِ
...
آمنتُ بغضبتك الحرّه
وينابيع الفجر الثره
وعناد الآلام المره
يطوي البركان بها سره
آمنت بأرضي ، بالثوره
...
ضمِّي في الموكب ديواني
تسكَرْ في عرسك الحاني
النخلة ، والشط الواني
وشعاعُ غروبٍ نشوان
والجسر الحلو ، أينساني ؟
...
ضمِّيني ابياتاً سكرى
الموجة حطّمَت الأسْرا
لترفّ على الدنيا نَصْرَا
غنّاها ديواني شِعْرا
وأذابَ لعينيها العُمْرَا
...
ها أنت على شفة العيد
يا أحلامي ، وأناشيدي
يا ذَوْبَ الأنّاتِ السود
ووميضَ الفجرِ الموعود
يا أشعاري ، وأناشيدي
...
قولي لرفاقِ الحريّه
لسياج الأرض العربيه
في القيد بقايا أغنيِّه
فَلْتَهدِرْ صرختنا الحيه
تجتاحُ الأرض العربيه