عبد الناصر في حلب - سليمان العيسى

ناجاك شعري دفقةً من ضياءْ
وثورةً .. فجّرها الأنبياءْ

جمال .. يا أغنيةً حلوةً
شق بها شعبي عنان الفضاءْ

يُقَطِّع الإعياءُ أنفاسه
ولا يَملّ اسمك حلوة الحداءْ

جمال .. يا أسطورةً من هوىً
تموج في أرضي ، ومن كبرياء

ما أنتَ ؟ تاريخٌ غفا حقبةً
ثم تمطّى عن جوابِ السماءْ

ما أنت؟ ميلادٌ سفحنا على
دروبه الدمعَ ، وخضنا الدماء

ميلادُ شعبٍ ملّ قتلَ الدجى
يبحث عن معجزةٍ ، عن رجاءْ

عن بطلٍ .. يصهر تاريخنا
في بسمة ثائرة ، في نداءْ ..

عن أسمرٍ .. من قلب صحرائنا
يفجّر الصحراء ظلا وماء

ألفٌ من الأعوام غُبْرُ الخطى
سودٌ ، أناخت فوق رأسي ، ظماءْ

نفضتُها عني ، وعن أمتي
في طلّة الأسمر .. هذا المساءُ

أأحبس الدمعة في مقلتي ؟
للفرح الطاغي دموعُ الإباء

...

يا أملَ الأجيال .. حوِّم على
تخوم هذا الوطن الثائرِ !

حَوِّمْ .. فهذا الموج – أنّى تسِر-
تعانق الزاخر بالزاخر

أنى تَسِرْ .. فالشعب يا أسمري
إعصارُ حبٍّ كاسحٍ هادر

لَوِّحْ له.. في كل إيماءةٍ
مستقبلٌ أكثر من زاهر

إبسم له.. في كل إطلالة
حضارةٌ في فجرها الظافر

عدنا إلى التاريخ .. يا أسمري
عدنا .. كصوت القدَر القاهر

بين المحيطين .. لنا طلعةٌ
بألف فجر عَبِقٍ ناصرِ

بين المحيطين .. لنا أمةٌ
مدت إلى الخلد يديْ قادرِ

بين المحيطين .. لنا دولةٌ
رايتها في قبضَتيْ ناصرِ

يا روعة البركان .. فوق الرؤى
وفوق خَلْج الشعرِ والشاعر

لن يهدأ الزحفُ .. وفي أمتي
ظلٌ "لعلجٍ" غاصبٍ غادر

لن يقفَ الزحفُ ، وفي أمتي
عرش "لعبد" قَزَمٍ فاجرِ

...

يا أملَ الأجيال.. إنّا هنا
نضمّ بالروح جناح البَطَلْ !

نحرس بالأكباد أحلامه
نوقظها في كل صدرٍ شُعلْ

إنّا هنا.. فاملأ رحاب المدى
بنا ، ونَضِّرْ شامخات القُلل

إخوتنا خلف سدود الدجى
يرنون ، والفجرُ وأنتَ الأمَلْ

إخواتُنا الثوار .. يا اسمري بها
درات النيل شدّوا المُقَلْ

بالشام ، بالوحدة ، عملاقها
مدّ إلى الشمس يداً واكتحلْ

إخوتنا الثوار .. باسم الضحى
باسم جمالٍ ، يصفعون الأجلْ

دماؤهم في الساح أنشودةُ
السفح إذا غنّى ، وعطرُ الجبَل

إخوتنا في القدس ، في دجلةٍ
ينازلون البغي ، انّى مَثَلْ

يصارعون الغدْرَ مستشرياً
يرنون ، والنصر وأنت الأملْ

ويلفظ الثائرُ أنفاسه
وزادُهُ في النزع طيفُ البطل

بين المحيطين.. لنا وقفةٌ
ودولةٌ جبارةٌ .. لا دُوَلْ