الأريج القديم - سليمان العيسى

أآنَا في الثَّغْرِ موجةٌ وشِراعٌ
يَرْويانِ التاريخَ لحناً شجيا
يَسْكُبانِ السحْرَ القديمَ جلالاً
وجمالاً على الفَناءِ عَصِيّا
أنا في الثغْرِ.. من هُنا سندبادي
نَسَجَ الريحَ، وامتَطَى الأبديَّا
مِنْ هُنَا رفَّتِ المجاديفُ يوماً
وحمَلْنا الدنيا هوىً عربيا
الأريجُ القديمُ.. ما زالَ حولي
في دمي، مِلءَ جَبهتي، في يديا
يُظْلِمُ الأمسُ عند غيري، ويبقى
جَسداً أستمرُّ فيهِ سويا
أنا نَبْضٌ يَسقيهِ نبضٌ من الما-
ضي يَصُبُّ الغِناءَ في شَفَتيا
ما تَحجَّرْتُ.. كلُّ ما انهال فوقي
من قبورٍ لا ينتمينَ إليا
كلُّ ما هدَّني، وَشوَّهَ روحي
كانَ في كبوتي دخيلاً عَليا
أنا في الثَّغْرِ موجةٌ تمضَغُ اليُتْم
وتَبكي الحديدَ في قَدَميّا
لو تحرَّكْتُ من ضَريحي سقيتُ
الأرضَ كوباً لم ترتشِفْه شهيا
لو تحرَّكْتُ .. لن أقاتلَ بالوَهْمِ
سأمضي في حُرْقَةِ الصيفِ رِيّا
يا أريجي القديمَ، يا سندبادي
ياشِراعي يَطْوِي السماواتِ طَيا
أخيالٌ أنْ أَسْتَرِدَّ شَهيقي؟
أن أُزيحَ الصخورَ عن رِئَتيا؟
سَخِرَ الموتُ من بَريقِ مَعادي
خاتماً بالدجى على مقلتيا
سَخِرَ الموتُ من رَمَادي، ومنهُ
-يَعرفُ القاتلون- أُبْعَثُ حَيا