تحية إلى أصدقاء الشمس - سليمان العيسى

مهداة إلى الصين الشعبية، وشعبها العظيم

....

يا أصدقاء الشمس ، يا صانعي
براعم التاريخ .. منذ أثَّغَرْ !

عُذراً ، إذا غنيتُ في موطنٍ
كلّ ارتعاشٍ فيه لحن عطرْ

تفتّح الفكرُ على دربكم
فالأرض غرقى بشهيِّ الثمرْ

والفن ، هل يَقرعُ محرابه
شعري ، وحولي مُعجزات السور ؟

فرائدُ الإبداع .. ما يشتهي
القلبُ ، وتستحلي الرؤى والفكَرْ

حلَّيتمُ الدهر .. فكم روعةٍ
على خطى الدهر ، وكم من أثر !

يا صين ، يا أعرقَ أنشودةٍ
باح بها ثغرٌ ، وغنى وتَرْ !

تحيةً ظمأى .. ولن نرتوي
وفي الثرى عن أي قيدٍ خبَر

قد كنتِ أحلامي ، وفجر الصبا
يَغْذُو خيالي بأحبّ الصور

بالروح أبناؤكِ ، هل صُغتهم
جميعهم من نَفحات الزّهرْ

يكاد يندى اللفظ في ثغرهم
أهوى على الثغر نسيمَ السحَرْ

الناعماتُ الدّل .. جاراتنا
تقدس الدل ، وعاش الخفر !

وأصدقاءُ الشمس جيراننا
والمبدعو عالمنا المنتظرْ

...

يا مَطلِع النور ، هوى شاعرٍ
يحلو الهوى في أرضه والسمرْ

سأغمس الأوتارَ في عبقرٍ
قد يبلغُ الظمآنُ بعض الوطرْ

جئناكِ نستلهم حُمر الخطى
والدربُ مزروعٌ بدامي العِبَرْ

تباركَ النّبْعُ ، ولو شابَهُ
في غفلة التاريخ بعضُ الكدرْ

فجّرْتِهِ الآن ، ولن ينثني
أو ترتوي أنت ، وتُروي البشر

الثورة الكبرى ، وفي أضلعي
يا أختُ منها عربيّ الشررْ

يُضيئها عبر الدجى شاعر*
من لي بخيطٍ من ضياء القمر !

ألثورة العطشى ، خذي مهجتي
واسقي بها البركان أنّى هدَرْ

لن تحملي وحدكِ أعباءها
تأبى المروءاتُ وتأبى الذِكَرْ

تعرفكِ الصحراءُ يا أختها
والشعر ، والحب ، وأشيا أخر

كنا ، وما زلنا ، جناحَيْ ضحىً
حُجُولنا ملءَ الدنى والغرَرْ

على الرمال السمرِ إعصارُنا
يزلزل الطغيانَ أنّى زَأرْ

لنا غدٌ ، نَصنعُهُ مثلما
تهوى السواقي ، والندى ، والزهر

غدٌ كدفق الفجرِ لا يلتقي
فيه سوى الأحرار رَغْم القدر

في كل أرض هيأتْ أمةٌ
له ، كما هيأتِ ، عُرْس الظَفرْ

______________

* اشارة إلى شاعر الصين وقائدها العظيم ماوتسي تونغ.