العاصفة تأخذ القلب - سنية صالح

عَمّ تبحث تلك الشمس الكئيبة
في دورانها اللامُجدي؟
ولماذا يتفكك جسدها الأرجواني
فتتساقط أقراصٌ لا نهائية
من صلبها الملتهب؟
تتبعها طيور سوداء..
سوداء..
تعبر كالعاصفة.
نكاد لا نلمح إلا عيونَها المتوهّجةَ بالدموع،
تخرج من قبور الأجداد
وتنطلق صوب الأردن.
***
صوت:
نهر ينبع من الذاكرة.
من أعماق التاريخ
نهر استحمت به ملايين الأزهار البريئة.
هاتش مركبي الورقيّ
هاته
لأُبحر على أمواجه صوب النار.
وأرتمي في خضم النهر محتمياً بأحلامه.
أجنحته ريح بيضاء ترهز فوق الأردن.
صوت:
أتكون هذه العظامُ المُفككة.. أمي
وتلك الجمجمة أبي؟
صوت:
ليس لثورتي بارق
ولا معجبون..
بدايتها جحيم
ونهايتها جحيم،
وفردوسها الوحيد روحي.
أصوات:
عمّقي وجودك يا هموم.
وليضئ وهجكِ وجه المغنّي.
أغمضي عينيك يا صحرائي
كي لا تأخذ العاصفة قلبك....
أصوات أخرى:
كنا خليطاً من الدموع والدماء
حين هبطت الملائكة ملتاعة
أقْعت كالغربان على الأغصان
أخذت تقلبنا بِعُصِيّها الطويلة
بطناً لظهر..
لتقرر:
أتبصق علينا؟
أم تنوح؟
***
فتيان صغار أولئك الأبطال
ولن يعرفوا طعم الكهولة.
وجوههم حزينة..
صغار أولئك الذين يُعَمّقون مجرى الحرية.