أفكار صامتة - سنية صالح

الورود سوداء في المنفى
النسر وحش
والغابة كمين،
وعبثاً يصل الفم إلى الفم،
...
.. أيها السّيد
جئت أبحث مع حراسك وكلاب حدائقك
قضية الجوع الذي أسكن
والذُلّ الذي ألبس
والقامة التي فارقتني،
وأشكو لبلاب الحلم الذي لا يثمر
وذكر الورد الذي أهان أنثاه.
والهاوية التي يتربّصُ بي جنودها
...
عندما كلّمت الله أنكر صوتي
وصفق الباب.
إن لبابِ السماء صدى يقهر ويُذلّ.
فجأة،
نبت ذيل بين قائمتيّ
وأنا أنحدر نحو العالم السفلي.
...
.. أهدابي يتراكم عليها صدأ / العزلة
وزرنيخ المنفى.
أطلق سراحنا،
فتحتَ لساني مصنف مليء بالإهانات
بِذُلّ يكفي لنسيان جميع الحريات.
...
في الوحدة بكيت وارتعشت
وكأن الرعد يهزّ مفاصلي،
وغنّى غبار وحدتي
كطائر على الأشجار
مع ذلك لا تعترفين بشرعيتي
أيتها الوحدة،
أيتها الوحدة
التي تستعير أشكال الحريات.
أَلوَحدَة:
أن تشتري باباً ونافذة
ومرحاضاً بمائة قفل،
أن تختبئ في أضيق الجحور،
ثم تزفرُ دخان حبك المحترق.
.. جفّت ينابيع لعابي
بعد أن شرب منها الفرس والمغول،
الترك وغرباء بابل والأنباط.
... لذا، لا أستطيع أن أبصُقَ
على زَمَنٍ يكسرُ بالنّصرِ وبالهزيمة.
إحمل غبار الاثنين يا سيدي
فلن يكشف أحد أمرك.
...
.. أيها الشتاء يا سيّدي
أي شيء تريد أن تنتزعه من فمي؟
أية بلاغات تريد أن تدونها
عن طحالب وأشنات* نمت على جسدي؟
لا تخرجني من وكري عنوةً أيها الشتاء.
لا تخرجني من وكري عَنوَةً.
فقبل أن أنحني لك
تكون قد طعنتني.
ولن يبقى في داخلي إلا ممر طويلٌ للنفايات
يعبره العالم الخارجي.
...
لذا، أسوق باطني بعصايَ
وأعود إلى نقطة لا تطالها الجهات.
________________
*مفردها: أشنة. وهي نباتات تظهر في الأمكنة الرطبة على الأشجار
والصخور وفي المياه الحلوة والبحار. وهي أيضاً نوع من الطحالب