أَلقُ الكآبةِ - شاهر إبراهيم ذيب

تَنْتَصبينَ أَلقاً
بَينَ الموتِ والجُنونِ،
فتَطرُدينَ طُقوسَ الحيَاةِ الرَّتيبةِ.
تُداعبينَ الموتَ بأصابعكِ تارةً،
وتارةً تَتَقمَّصينَ الجُنونَ
بمُقلَتينِ تَرفُضانِ الطَّرْفَ،
*****
أَنا المُسافرَ دوماً!
حاملاً حقائبَ حِيرتي،
أُبْحِرُ في نَزواتكِ المُتقلقلةِ،
وأحاولُ انْتشالَ الوجعِ المُستوطنِ
في بحرِ كآبتِكِ المُزمنةِ،
فأُثْقِلُ أيَّامي بِوطأةِ الحُزنِ
اللاَّهثِ في عَينيكِ.
*****
أَيَّتُها الحاضِنةُ لكلِّ الآلامِ
أرْفِقي بخافقٍ
أَنْهَكَتْهُ جَنازاتُ اللَّيلِ
المنثورةُ على أرْصِفةِ حَياتي،
وأَبْعدي عنْ سُهولِ الفَرحِ
غِربانَ الزَّرعِ المُتواطئةَ مَعَ القَحْطِ.
أَوْرقِي كَمَا الفرحِ في عُروقي
عِندما أَضُمُّكِ لِصدري.
زاوِجِي بَينَ المَوتِ والجُنونِ
لتَنتعشَ الحياةُ،
ولتَبقِي حَميمةً كالظِّلِ،
فسأُحِبُّكِ بِدونِ رائحةٍ،
ولَنْ أَقبلَ أنْ تكوني ضِفَّةً للنَهرِ
أو راعيةً للملائكةِ،
وَلْينهضِ الفَجرُ في صَدركِ
كبرتقالةٍ بيضاءَ
لا تَعرفُ النَّومَ.