لِسانُ الثَقَلين - شاهر إبراهيم ذيب

نفسها

البيت الأول والثاني للشاعر السعودي فلاح العتيبي

لِسانُ الثَقَلين

وَلِي وطنٌ ما كُنتُ أحسبُ أنّني
أَرى غيرَه في العالمينَ بلادا

تنكرَ لي قومي وأبناءُ جِلدتي
وأُلبستُ في هذا الزمانِ سوادا

تناسَوا بأنِّي كنتُ وحياً منزَّلاً
وأُعطيتُ مِن فَضلِ الإلهِ سَدادا

رَدَفتُ هُدى الإعجازِ في كلِّ آيةٍ
وصِرتُ لِفتوى العارفينَ نِجادا

كَبرْقِ سَحاباتٍ تَجلّتْ بَلاغَتي
وأَوْرَيْتُ مِن فَنِّ البَديع زِنادا

فيا طيبَ ضَوعي في تراكيبِ لفظِها
ويا حُسْنَ ما وفَّى المَعاني وجَادا

بَدا سحرُ حَرفي في معانٍ بديعةٍ
فأضفَى عَليها مِن سَناهُ وزادا

فغُرِّبتُ حتَّى صِرتُ أشكوْ تخرقاً
وأَوهَى فُروعي هَجرُهم وتَمادى

وأُقصيتُ عنْ أَسْمَارِ أَهلي وديرتِي
وأصْبحتُ في عَينِ الأنامِ جَمادا

وأُودِعتُ حبساً فوق رَفٍ بمكتبٍ
وقدْ كنتُ فيما يبدعونَ عِمادا

مَضى زمنٌ عاهدتُ قومي على الوَفا
وكنتُ مَناراً للعُلا و رَشادا

وهَبْتُ لهم فيضَ المُحبِّ وطَالما
بنيتُ بهِ صرحَ البيانِ وِدادا

وكنتُ كبحرٍ قدْ حَباهم بشَذْرِهِ
مَقالاً، ومُزناً للشُعورِ مِدادا

فحسبيَ فخراً أَنْ يكونَ بيَ الدُّعا
لِمَنْ شاءَ في حُبِّ الإلهِ مُرادا

ومَجداً بأَنْ قدْ كانَ مِنْ جُودِ بارِئِي
لسانُ الذَّراري في جِنانِهِ ضَادا

فيا ويحَ قومِي إنْ أَساؤوا زِراعتِي
وراموا بغيري غَلَّةًً وحَصادا

وإنْ هُمُ يَنعوني بليلٍ فما لَقَوا
إذا أقبرونِي مَنْ يُقيمُ حِدادا