يا جارتي ليلى - صلاح إبراهيم الحسن

يا جارتي ليلى
عدمْتُكِ ,
لا أحبُّ الخوضَ فيكِ
فلا تخوضي في بُحوري
إن شئتِ حقداً أنْ تصيري طيرَ بومٍ
فوق أغنيتي فصيري
لم يبقَ في هذا الكنانةِ من سهامِ رجُولتي
سهمٌ يفتُّش في نوافذكِ الكثيرةِ
عن ثُقوبٍ للعبورِ
إني رفضتُ العيشَ للأُنثى وبالأنثى
فآكُلُها ,
وتأكُلُني ,
وأركض في لياليها اشتهاءً
مثل نهرٍ في السريرِ
وتثورُ أسماكُ الغريزةِ في دمي شبقاً
ويعوي في فمي ذئبُ الفُجورِ
أترى سنقتسمُ الغنائمَ فوقَ أنقاضِ المحرِّمِ
والعشيرِ
هي لعبةٌ سأظلُّ خارجَها
فأمِّي علمتْني أن أغضَّ يديَّ
عن رمَّانِ جيراني
فلي..
لي مُهرةُ الريحِ الجريحةُ لي لساني
حين يعجلُ كي يذكِّرَني بنـزوتكِ الأخيره
والليلُ أقصرُ من ضفائركِ القصيره
لا تحلُمي بعراكنا النازيِّ
ما بين الأُنوثةِ والذُّكوره
جسدٌ لآخر يستبيحُ
تعوي الكلاب وتستريحُ
جافى الكَرى عينيْ أسائلُ منبجاً عن أصدقاءٍ
فاجأَوا حلمي فغابوا
للَّيل بعد رحيلهمْ في أضلعي ظفرٌ ونابُ
وحدي هنا وحدي يحاصرني التَّساؤلُ والجوابُ
قد كنتُ أحلمُ أنْ أُعَمِّرَ من أصابعهم
و من ذرَّاتِ ( طَبْشُور ٍ) على راحاتهمْ وطناً
فداهمني الخرابُ..
فلأيِّ بيتٍ سوف ألجأُ
حين تطردُني الكلابُ
وأنا هنا كالنَّخلةِ العطباءِ أبكي
لا نبيٌّ عائدٌ من هجرةٍ أولى
سيجلسُ تحت ظلِّي
لاأهلَ لي وأنا الَّذي ضيَّعتُ في الأحقاد أهلي
جذعي ضعيفٌ لا يقاوم ،
قيدُهُ: رملٌ وريحُ
تعوي الكلاب وتستريحُ
تعوي الكلاب وتستريحُ
في الليل أشعلُ شمعةً أخرى
لعلَّ النَّور يظهرُ في المدى
ولعلَّ ديكَ الفجرِ يصحو بعد ثانيةٍ يصيحُ