صورة خريفية - صلاح إبراهيم الحسن

الـغيمُ نحوَ الشَّرقِ يرحَـلُ , كنتُ أغْشى سِدْرةً للوقتِ, يجلسُ تحتها ظلِّي , أُبعثرُ أُغنياتِ الرِّيح في ثوبِ الرِّمالِ أراكِ تبْتلِّينَ بالْخَجلِ البريءِ أقول: لاجدوى ، يُحاصرُني احتِضاركِ في القصيدةِ , واحتضارُ الشَّكلِ في المعنى ,
يفاجئُني ارْتحالُ الغيمِ نحوُ الشَّرقِ ، أذكرُ أنّنا كنَّا ثمانيةً نصيدُ الأيل َ, نكسرُ بابَ هذا الليلِ , مارجفتْ بنادقُنا , ولا أجفانُنَا اهتزّت , وكان الغيمُ نحو الشرقِ يرحلُ ,كنت أغشى سدرةً للشِّعرِ أجلسُ تحتها...
الرِّيحُ من كلِّ الجهاتِ تَمرُّ لا ترمي السَّلامَ , أقولُ :إنَّ الرِّيحَ مسرعةٌ , وأعذرها , لتنقلَ ما تبقَّى من غُيوم الحُزنِ نحو الشَّرقِ , أذكرُ أنّنا كنّا نُعاقرُ ليلنا سهراً ,يطرِّزُنا الغبارُ على الجدارِ نعدُّ أغنيةً لماضينا, ونحملُ
ما تبقَّى من صُورْ
جدّي , وأمِّي, وابنةُ الجيرانِ ليلى , والصِّغارُ الأشقياءُ , ووالدي , مازالَ يقرأُ : (نحن نرزقهم وإياكم) , وينثرُ عمرَنا في الأرضِ في فصلِ الخريفِ يعودُ نحو إطارِهِ ,
ونظلُّ عاماً آخراً نبكي وننتظرُ المطرْ