طعنة في الظهر لا تكفي - صلاح إبراهيم الحسن

مدِّي يديكِ إلى يديَّ
فإنَّني بكِ مُتعبٌ ,
ومحاصرٌ بالخوف من كلِّ الجهاتِ
ومحاصرٌ بالموتِ
- لا بالموت يسرقني-
ولكنَّ الزّمانَ يسيرُ قبلي
و الفؤاد مقسمٌ بيني وبينكِ
ربّما ينشقُّ صوتي
ربما تنشقُّ عن روحي السِّجينة مفرداتي
لأعود أنثرُ تحت شرفتكِ البعيدةِ أغنياتي
.
مدّي يديكِ فها أنا
- وأنا هنا موتي يعادُ وكلُّ أحزاني تُعادْ -
وطنٌ يفكِّرُ كيفَ يختصرُ المسافةَ
بين قلبكِ والزِّنادْ
وطنٌ يفكِّرُ كيفَ يختصرُ الخريطةَ
بين أحزاني وأعراسِ البلادْ
لأعودَ أنشدُ بعد نصفِ الليلِ
قد بانتْ سُعادْ
هي ربَّما تأتي
تفجِّر في دمي الأمطارَ
لكنَّ السَّنابلَ لن تؤجِّلَ عرسَها
بعد الحصادْ
.
مدِّي يديكِ فهذه الدِّمنُ استفاقتْ وسطَ ذاكرتي
و ذاكرتي
كبئرٍ دونَ ماءْ
يا دارَ عبلةَ بالجواءِ تكلِّمي
كذبتْ أحاديثُ الجواءْ
وأنا وحيدٌ
هذه الصَّحراءُ تبلعُني
وقلبي دونَ أجنحةٍ
وأشعاري خَواءْ
وقيامتي ابتدأتْ
لعلِّي باخعٌ نفسي عليكِ
فلم يعدْ يُجدي جلوسي عند بابكِ
أورقَ الحزنُ القديمُ بأضلعي
وبكى البكاءْ
مدي يديك فخلفَ هذا الأفقِ أفقٌ
والدُّروبُ طويلةٌ
والرَّملُ ضيَّعني
وليلي بَاسطٌ كفَّيه
في هذا العراءْ
سارَ اليسارُ مع اليمينِ صديقتي
ومضى الأمامُ إلى الوراءِ
إلى الوراءْ
ها قد سرى قلقي عليكِ إليَّ
وارتجف الفؤادُ - بأمر خوفي -
فارَ تَنُّورُ الدِّمَاءْ
.
بيني وبينكِ قصَّةٌ تُروى
وموّالٌ وأغنيةٌ
وقافيةٌ تقالُ
وطعنةٌ !!
.
مدي يديكِ فطعنةٌ في الظَّهرِ لا تكفي
لنبقى أصدِقاءْ