هي أمك الأخرى - صلاح إبراهيم الحسن

لا تنتظرْ حلماً يطيرُ أمام عينك كالغزالِ
فلن يعودَ
ولا تفكّرْ باعتزال الحبِّ
سوف تجيءُ أنثى
هكذا دون انتظارٍ كالمطرْ
تمشي على أهداب عينكِ
تستبدُّ بعمرك الباقي
وتحيي بعض ما قد مات في هذي السطورِ
فهل تقولُ:
بأنها تركتْ حياتك دون معنى في الغيابِ
وأنها كانت حياتك في الحضورِ
وفي احتمالات اللقاء المنتظرْ
جاءت ولكن
لم تعلمْك الكتابةَ بعدُ عن أبعادها
أغوارها
ونجودها
تفاحها المجهول في علم الشجرْ
هل ستكفي أغنياتكَ
حين تكسرك الأنوثةُ
حين ينقطع الوترْ
فلتعترف يوما لنفسكَ
أنها فضحتْ رماداً كاذباً
فلمن تخبّئُ جمرك المسعورَ
عفوكَ أيها الجسدُ العنيدْ
هذه امرأةٌ على حجم انتظاركَ
وانهياركَ
واشتعالكَ
وانطفائكَ
لم تعلِّمك الكتابة بعدُ عن أسرارها
لكنها
أعطتْك ثدياً دافئاً
هي أمُّك الأُخرى
فخذْ ما شئتَ من دمها
ولا تجعلْ على شفتيكَ من حرجٍ
ودع شفتيكَ تحتلبان نوراً سائغاً
سيضيءُ روحك من جديدْ
.
17/8/2004