لي أن أغني في انتظارك - صلاح إبراهيم الحسن

للحب أن يبقى شريدا راحلاً بيني وبينكِ
غير مكترثٍ بأخبار النساءِ
وما تركْنَ من الأصابع والدموعِ على غلافِ القلبِ
ذا طوق الحمامة, لم ترفرف تحت سيف الخوفِ
لم تسأل عن الشعراء في هذي المدينةِ
لم تفتش بين أوراقي عن الحب الذي سيقولُ يوماً:
إن بدايتي كانت على يدها على شكلِ ارتعاشٍ
(لست تدري ما البدايةُ؟)
والنهايةُ من دمٍ يوماً ستهدره القبيلةُ
من دمٍ يمتد مثل غمامةٍ حمراء فوقي
أمطري غضباً
وحباً
أمطري وقتاً
وغني عندما يأتي المساءْ
ودعي البكاءْ
* * *
لي أن أفجر أعيني بالحب ليلاً
أن أنام على القصيدةِ
للقصيدة أن تفكّ رموزها وتبوح باسمكِ
- نادني باسمي
أحب حروفه منثورة في الليل في كل الجهاتِ
كما النجومِ
أحبه متشكلاً من ماء صوتكَ
كي يشكلني بحجم أنوثتي
* * *
لكَ أن تغني في انتظاري
سيجيءُ يوم فيه تسرقني الدروب من المدينةِ
كي أعود إليك ثانيةً أعلق رايتي
في رأس ذاك الكهف في وضح النهارِ
* * *
لي أن أغني في انتظاركِ
أن أعلق في دمي قمر الغناءْ
لي أن أغني في انتظاركِ:
(عندما يأتي المساءْ)
.
‏16‏ حزيران‏، 2006