الســتّون - طلعت سفر

مُختالةً...‏
ترفعُ الستون... بيرَقها‏
في ساحة العمر.. حيث الثلج ينهمر‏
مابين واعدة تأتي... وذاهبة‏
يزيد عاماً... وعامٌ عنه ينحسر‏
ناغيْتُ طلعتَها النشوى...‏
ومن عجبٍ‏
أني طربْتُ... ولم يطربْ لها بشر‏
كم شُمعةٍ!! ضوّأَتْ في ليل باصرتي‏
داعبتني بها الأحلام... والصُّور‏
يقول لي من وراء الغيب هاتفها...‏
ليَ الهوى... ولغيري الهم.. والضجر‏
إنّي لأعجب... ما الأيام فاعلةٌ‏
إن صفق القلب... أو إن حدّثُ النظر!!‏
ستون عاماً.. ترامتْ خلف نافذتي‏
لما تراءى اللمّى المعسول... والحور‏
ستون عاماً على أحلامنا انتحرتْ‏
وظل جمر الهوى المشبوب... يستعر‏
ما أوحش العمر... إن غاب النديمُ به‏
أو لم يكنْ سَمَرٌ فيه... ولا قمر‏
إذا أَرْدْتَ الصِّبَا...‏
فاعشقْ على كِبَرٍ‏
فإنما بالهوى... يزهو بكَ الكِبَرُ‏
تمشي السنون... بركْبِ الحب باسمةً‏
ويضحك العمر... إن الحب مُقْتدر‏
إني أعيش برغم العمر... عهدَ صِبا‏
قد يفعل الحبُ... مالا يفعل القدر‏
يا حلوةً...‏
سكنتْ في كل زاويةٍ‏
مني... كما في الخوابي يسكن السَّكَر‏
خَبَّأْتِ عن أعين العذال...‏
قصتنا‏
كما يخبّئُ عنا طيبَه الزَّهَر‏
لكِ المنى... كورود الصبح ضاحكةً‏
وللهوى تهتف الأيام... والعُمُر‏
*
11/11/1997‏