الليل غانيه - طلعت سفر

أَصْبَتْ عيونُ البدر... مهجةَ جدولٍ
فشكا.. وهام به الهوى..كفؤادي
مازال يبكي ليله... ونهاره
فدموعه... غَمَرتْ شفاه الوادي
والليلُ غانيةٌ... تُرقرقُ أعيناً
بندى النُّعاسِ... وأعيناً بسهادِ
أرختْ جدائلَها... فسرَّح شعرَها
عند الضِفاف... يدُ النسيم النادي
والصمتُ... لفَّ فمَ المكان...
فما به
إلا عُواءُ الريح... في الأبعاد
وقفَ الخريفُ... يهزُّ سوطاً راعفاً
وبناظريْهِ... ملامح الجلاد
نفض الغصون بكفه... فتناثرت
معتلّةَ الأوراق والأوراد
بصفرتها عذارى ذهبّت
وجناتهنّ يدُ الحياء البادي
والريح... شرّدتِ الغمامَ... فتاهَ في
بحر السماء... وماله من هادِ
وأنا جليسُ خواطرٍ... ملتاعةٍ
مزروعةٍ في الصدر... كالأوتاد
أَدْنَى المدى بين الجنون وبينها
وَثَباتُ همي...أو صُراخُ سهادي
خلَعتْ عليها النائباتُ سوادَها
فكأنّها لبستْ ثيابَ حِداد
*
13/6/1998