اللـيل صاحبي - طلعت سفر

مَنْ تراهُ؟
هذا المُسَرْبَلُ بالليل...
...وقد أَتْرع الأسى أكوابَهْ!!
جاء من عتمْة النهار...
وألقى...
للياليهِ... همَّه... واكتئابَهْ
وحدَهُ الليلُ صاحبٌ... ونديمٌ
كلما شَعْشَعَ العذابُ شرابَهْ
أسْلَمْتْهُ الأيامُ لليأس لمّا
سرقتْ منه...
حُلْمه... ورِغابَهْ
من زمان... قد صار منديل دمعي
ووسادي... إذا افترشْتُ كآبَهْ
أتعرَّى من السرور... فيرْخي
بحنانٍ... ورقةٍ... أثوابَهْ
ما توسّدْتُ ساعدَ الحزن... إلا
رَقْرَقَ الليلُ بالأَسا أهدابَهْ
كلما كفَّهُ أدارتْ... عَزاءً
بكؤوس الهوى، أدرْتُ صَبابَهْ
مَنْ سميري؟ إذا العواصفُ هزّتْ
كوخَ عمري... ورنَّحتْ أبوابَهْ
... واستفاق الصباح فوق الروابي
يملأُ الكون روعةً... ومهابَهْ
ترك الليل لي أسايَ... وولّى
يُلْهِبُ الصبحُ... بالسياطِ إهابَهْ
أَثْخَنَتْه يدُ الصباحِ جراحاً
وأسالتْ على التلال خضابه
ليت أني خَبّأتُهُ في ثيابي
لأُداري عن العيون مُصَابه
*
15/12/1997