بكائيات للبحر - عامر الدبك

لرملك
ـ أيها البحر المتلاشي إلى قاعه ـ
تبكي النوارس
ينهض الفجر خاملا
كئيبا
يتكئ على عكاز خجله
ويترك
أعشابه وحيدة
تأكلها
خراف الغربة
أيها البحر
الذي تجرأتِ الرمال عليه
بعدما تخلَّى عن
جبروته
وانهار من أعلى
موجة فيه
إلى غموض قاعه
***
أيها البحر
كيف أطلقت أحزانك
في وجهنا
ومضيت
كيف فرغت من ضفتيك
بالأمس سألتْني الرياح عنك
كانت مغبرة
منكوشة الشعر تبكي عليك
أيها البحر
عد إلى أسماكك
وإلى رمالك
عد إلى قاعك
إلى رياحك
وأمواجك
وصخورك
ولكن عِدْنا
أن تكون بحرا هادئا
وجميلا
وألا تكون مشاغبا
أيها البحر نحن نحبك
ولكن أحيانا تتملعن قليلا
لا بأس سأسامحك لآخر مرة
من أجل حبيبتي الطيبة
وقلبها المرهف
شرط أن تغمرنا
بدفء مياهك
دون أية مشاغبة
وسوف نحمل لك معنا
ابتساماتنا
الواسعة
وقليلا من أعشاب أرواحنا
وبعض الورود
من حديقة الشارع
الذي ضمنا أول مرة
أيها البحر
يامسافة أسرارنا
وامتداد غنائنا
أنت مغلق بشساعتك
وشاسع بغموضك
سيدُ الماء
والعارف المتخفي
في معارفه
أيها البحر
أيها الحزين المنكسر
الأنهار جميعها
تنتظر عودتك
لتفرغ أشواقها
في ملوحة حبك
الشاطئ
الرمل
العشب
الصخر
وأنا وحبيبتي
جميعنا ننتظر
فعد إلينا
أيها البحر المترامي بحبك
عد
فليس بوسعنا الانتظار
فأشواقنا ثقيلة جدا
عد لنشرب
قهوة الصباح بصمت
وأنت تغني للنوارس
هيلا
هيلا
هيلا