أمواج - عامر الدبك

1
أيتها الموجة
ما الذي أغراكِ بهذا الركض
لتمسكي بقميصها الأزرقْ
أيتها الموجة
ارجعي إلى بحرك راضية مرضية
فقميصها
من مَسّهُ يغرقْ
حتى البحار
إذا أرادت أن تغوص به
تأتي على زورقْ
2
أيتها الموجة
كيف تجرأتِ
على لمس جدائلها
والريح على بوابات جدائلها تمتدْ
أيتها الموجة
قولي للبحر الأحمق
أن يخجل
ويكف عن الموج قليلا
ويصلي للشعر الأسودْ
3
أيتها الموجة
مَنْ أرسلكِ
من الأعماقْ
مَنْ عبأ في رأسك
هذي الأفكار المجنونة
أن تنسكبي
في الأحداقْ
أيتها المسكينة
أرسلك البحر لتنتحري
كي يرتاح من الأشواقْ
4
أيتها الموجة
لا تغترّي
برشاقتكِ فوق الماءْ
لا تغترّي
أن وراءك بحر
يُغرقُ من يلمس موجته
يصفع صخر الشاطئ
حين يشاءْ
لا تغترّي ....
فالبحر الشاسع
والغاضب
والهائج
حين رآها تشتتَ
ورمى أمواجه منكسراً
وتوسل أن تطلق
فوق شساعته
عينيها
كل مساءْ
ووعدها أن يطرد
كل الأملاح العالقة به
كي يصبح عذبا
حين يلامسها تكسوه
من لمسة كفيها الأضواء ْ
5
أيتها الموجة
أبعدي أصابعكِ
عن جسدها
لأصابعكِ
طعم الريح
ولجسدها
شكل الغيمة
6
أيتها الموجة
الأفضل
أن تستلقي
فوق الرمل
كي يسحبكِ البحر
من ذيلك المترهل
الأفضل
أن تكفِّي
قليلا
عن رشقها
برذاذ غيرتكِ
7
أيتها الموجة
احترسي من فتنتها
فالبحر سيضحك
حين تذوبين
على أطراف أصابعها
فالبحر خجول
وجبان
أضعف من أن يعترف
بهزيمته
لماَّ تتجلى فتنتها
حين رآها
أزبد
حتى ابيض الماء
وبكى لمَّا دفعته
قدماها
وحين تمادى
صفعته بكفيها
فمضى
مهزوما
وخجولا
وجبانا
مازال البحر
حزينا
يتلطى بين الشطآن
تأخذه الرعشة
حين يراها
تخلع
أسماك غوايته
تلتفُّ بغيمة فتنتها
وكثيرا
من دهشته
يصمت كالمتجمد
حين يراها
تلقي الغيمة عنها
تنهض
تمشي كملاك من نور
فوق الماء
___________
مترجمة إلى الإنكليزية ترجمة الشاعر منير مزيد