خيوط العرض - عامر الدبك

نسجتْنا الريحُ
من ماءٍ ورؤيا
من حريرِ الليلِ
من دمعِ النجومْ
من صلاةِ النهرِ
من رقصِ البراري
من دمِ العشبِ
تندَّى بالأغاني
من أنينِ البردِ
في ليلِ الصحاري
من تواشيحِ الحكايا
من تراتيلِ السواقي
من تعابـيرِ السحابْ
من أساطيرِ الغيابْ
من ظلالٍ
يممّتْ نحوَ الضبابْ
من سطورٍ خطّها
سرُّ الإلهْ
وتجلّتْ في كتابْ
نسجتْنا الريحُ
من رملٍ ورحلة ْ
من ملاكٍ أفردَ الضوءَ
جناحين
وصلَّى
من نبيذٍ
عتقتهُ
في كؤوسِ الوردِ نحله ْ
من صباحٍ
شفَّ في الآفاقِ
شكله ْ
قالتْ الريحُ لنا :
كونوا خيوطاً
في قميصٍ من خيال ْ
أيقظوا
في رعشةِ اللحنِ
احتمالاتِ الكمال ْ
ثم قالتْ :
لملموا عطرَ الفراشاتِ
بنارِ الشهواتْ
لا تمسّوا سرَّها
إلا قليلا
واملؤوا
في برزخِ الدفءِ السلال ْ
فلديها
ما يعيدُ الكونَ طفلا
ولديها
مثلما سرُّ الوجودْ
كلُّ أسرارِ الزوال ْ