حالات - عامر الدبك

جريمة
*
أطلق عليها
عيارين من قلبه
فأرداها عاشقة
*
نجدة
*
عندما أغرقها
بسيل من القبل
رفعت نهديها
مستنجدة
تطلب المزيد
*
صلاحية
*
تلك المرأة
ليست صالحة للنوم
إنها قصيدة
من البنفسج
*
دائما
*
دائما
تتهمه بالمراهقة
ودائما يثبت لها ذلك
*
اعتراف
*
أعترف بأنني
مغامر
فاشل
وأنك
جزيرة غريبة
*
كفاية
*
تلك الشظية
ليست كافية
لقتلي
وتلك المرأة
كافية للحياة
*
جسد
*
جسدك طاعن
بالعشق
يسقط في دائرة الروح
وهو
يتكئ
على دمي
*
حج
*
جسدك
مدينة مقدسة
أحج كل ساعة
إليه
*
حديقة
*
سألتها
كم عصفورا يكفي لصنع
حديقة
هربت العصافير
فغفوت على شعرها كطائر
*
طفل
*
جسدك حديقة
ليست صالحة للتنزه
وأنا طفل يعشق
الشغب
والقفز من فوق الأسوار
*
جواب
*
سألها :
هل تحبه
لم تجب
نامت على ذراعه
كقطة أليفة
وهي تبتسم
*
سؤال
*
أيتها المرأة
كم معجزة تحتاجين
كي تعترفي بحبي
*
غرق
*
غمرتِ قلبي
حتى حلمتيه
فرفع رأسه
خشية الغرق
*
احتجاج
*
رفعت
نهديها إلى فمي
احتجاجا
على أصابعي
*
مزاج
*
أعدي القهوة
لنحتسيها عاريين
بسيجارة
واحدة
*
طعنة
*
أناولها قصائدي
تطعنني
بابتسامة باردة
فأموت
*
سواد
*
أنقع أيامي
وأغسلها جيدا
كي تصبح
تماما
كشعرها الأسود
*
رشح
*
أصيب الهواء
برشح
فأخذتُ حبة
حرية ونمت
*
صمت
*
صامتا كان الهواء
وكنت تسترقين الدفء
من نخيل دمي
*
تدخين
*
كل صباح
نشرب قهوتنا معا
وكانت كلما تأملتني
أدخن أصابعي
*
تخفي
*
المساء يدخل غرفتي
متخفيا بقصيدة
وتدخلين قصيدتي
متخفية بالمساء
*
هاجس
*
لمن تستردين الحكاية
لمن تستردين الكلام
المضمّح بالوفاق
إلى أين تحملك القوافل
وأنا أمد راحلتي
إليك
كهاجس مجنون
*
نسيان
*
تومئ المدينة بحزنها
فينسى الرصيف
أوراقي
وأقبل
مقفلا أصابعي
على بقايا الغبار
*
جدارة
*
كان الأجدر بنا
أن نغني
ولكنا بكينا
*
هدوء
*
صفعتني الريح
فأمسكتها
من شعرها
فبكت
وهدأت
*
غناء
*
شأشد على شعر المدينة
عند أول رصيف
كي ترفع وجهها
في وجهي
وتغني
*
صراخ
*
قلت للبراري
اصرخي
لوحت بأعشابها
حينها كان
صوتي يرتفع عاليا
*
تناقض
*
إن الذين يرفعون أصواتهم
لا يجدون متسعا
لرفع قاماتهم
قليلا
*
حزن
*
رائع أن أموت
واقفا
ولكني أحزن كثيرا
أن أقف ميتا
*
هدية
*
قالت
ويدي تمسك وردة
من أهداني إليك
فقلت الورد
ليقرأ وِرده
قالت
كيف سأحمل نفسي
قلت
يعانق عسل شهده
*
وحدة
*
وحدي
أبارك ليلي
وأسند جبهتي العارية
براحة كفي
فينسرب النوم
من إصبع ساهية
*
نهاية
*
تعاودني كلما قلت أغفو
مناديل من أذرع من جليد
تلوّح لي من بعيد
أمد يدي كي أقول وداعا
فيثقلها الرمل
أسدلها من جديد
*
نوم
*
قلت يحملني الكلام
إليك
فاستلقت فوق القصيدة
بكامل صمتها
ونامت
*
أسير
*
كلما وجهتْ امرأة
صواريخها العابرة
للقلوب
باتجاهي
أعلن سقوطي
أسيرا في حبها
*
قصف
*
امرأة قصفتْ قلبي
عشية الحب
فسقطت مضرجا
بالقصيدة
*
حب أمريكي
*
في العصر الأمريكي
قدم العاشق لحبيبته
رصاصتين
وقنبلة
أطلقت الرصاصتين عليه
وفجرت القنبلة
بنفسها
*
إرهاب
*
قبل الحادي عشر من أيلول
كانت تستسلم لذراعي
وشفتاها راضختان
لفمي
بعد الحادي عشر من أيلول
اتهمتني
بتفجير مشاعرها عنوة
واقتحمتني
مدججة بالشهوة
لتقاوم الإرهاب
*
مجرد أغنية
*
قالت :
أتظنني أني لعبة في يديك
أنا لا أفكر في الرجوع إليك
قلت لها : لا بأس
وهممتُ
فهمّتْ
وبكت على صدري
وقالت : إنها مجرد أغنية
قلت لها : لا بأس
كنت أفكر بكتابة موال لها
*
اعتياد
*
الأيام باردة جدا
والوحدة قاتلة
ليس بوحدتها
ولا بغيابها المتكرر
وإنما بحجم الذكريات
التي ما زالت معلقة على أراجيح
دمي
أخشى
أن تعتاد على غيابي
فأعتاد على موتي
*
حبر النسيان
*
بحبر النسيان
أمحو أبجدية الوقت
بحبر الوقت
أمحو أبجدية النسيان
بحبر النسيان
يكتب البحر اسمي
بحبر الوقت
أمحو عن الرمل أثر الوردة
وعن الوردة أثر الكلام
*
قراءة
*
أقرأ النهر في قامات العشب
وفي تنهد الصخر
في رنين الرمل
وفي تراكم المكان
***
من توهج البداية
أفك طلاسم العتمة
وكطائر أنهض
من شجر الخطيئة
لايدي غيمة
ولا وجهي يضيء
*
تلوث
*
مساء ملوث بالكآبة
يحط قرب نوافذي
أنهض كموجة متعبة
أرهقها البحر
لم يعد في البحر متسع لها
*
قبلة
*
عندما حاولتُ تقبيلها
انزلقتْ من بين يدي
كسمكة مذعورة
فانزلقتُ
على السرير
كشرشف مبلل بالخيبة
*
اختباء
*
حاولت كثيرا أن أغافلها
بسنارة الكلام
لكنها اختبأت في شعرها
كما يختبئ الحمام
في ريشه لينام
*
عصية
*
متعَبة ... ومتعِبة
تلك المرأة التي خرجت
للتو من إلفتها
منحت عصيانها
للنهر القريب من صمتها
فأدار ظهره للأنهار
*
وحدها
*
أقبلت
كأنما لم يكتشف من قبل
شيء قبلها
وحدها تعرف كل شيء
تعرف كيف تكشف سرها
*
جرح
*
ها قلت أحبك
فادخلي
في حجرة الوقت
تنزل آية
بيننا
وماذاك بيسارك
إن هو إلا قلبي
ألق ابتسامتك
فإذا هي جرح
يسعى إلي
*
تدخين
*
أدخن في حضرتك
كثيرا
لأن شفتيك الوحيدتين
تثيران فيّ
شهوة التدخين
*
خلع
*
حين آتي إليك
أرتدي بعضي وأمضي
وحين لا أجدك
أخلعني وحيدا
على الرصيف
*
قسم
*
خرج الأمر من يدي
لم يعد لي أي سلطان عليّ
رشق النهر
مصابيح انتظاري بحصاه
وأضاء البرد موتي وحباه
خرج الأمر من يدي
خرج الأمر فردي
لرؤى دربي عماه
***
ثم قلبي
إذا ما
أحرج الوردَ هواه
وإذا ما نبهته الريح أسرى
ثم تاه
فورملي
لو أتاني
لن أراه
*
أحلام مالحة
*
فضاء موحش
هذا العالم
ويدي لا تحرك ساكنا
كأنما وجهي مستنسح
من هدوء المقابر
متى أدخل غرفتي
وأنا أحمل وردة متفتحة
دون أن تذبل يدي
ودون أن تسألني الجدران
أين أمضيت ليلتي
أتكئ على سريري
كما يتكئ حجر على رصيف
ثم أتداعى
كموجة تلقفها البحر
وابتلعتها الملوحة
هكذا تبتلعني
أحلامي المالحة