خليجية - عبد الرزاق الدرباس

لمن كل هذا الجمال الذي لا يضاهى..
و فيض النعيم ؟
لمن ترسل الشمس و هج التلاقي..
فينهار أطلس ثلج تراكم في هدأة الليل..
تحت النجوم ؟ .
و سود العباءات قد طرزت بالقلوب..
و در العفاف الذي يجعل الورد صعب المنال ..
ولون اللقاءات وعدا حرونا ..
إذا اختمرت في الهشيم الرسوم .
لمن شيلة خبأت تحتها ..
مجد تسريحة كالخيال..
و عشر ليال ..
تنام على كحلها السرمدي المقيم ؟ .
*** *** ***
لمن ضوعة العطر كالغيمة المشتهاة ؟
إذا غالبتها الرياح لتحيي في الأرض ما مات ..
قبل الحساب و قبل القيامة حين تقوم ؟ .
لم يزل في لهاث المساءات حلم جميل ..
يراودني بالوقوف أمام محاريبها حين تغفو ..
على سرر العاج تحت الحرير ..
وريش النعام يلامس وجها تعمد بالمستحيل ..
كسورة مريم و عرش سدوم
لمن هاتف قرمزي إذا مازحته أصابعها المترفات..
يصير براقا ..
يشق المسافات ، يحمل زهر التمني هازئا بالذي رسموا ..
من تخوم .
إذا أينع الحرف في شفتيها ..
همى قمر الشعر و النثر فوق الكثيب .. ..
و أغصان غاف تلوت على حرقة الشمس خلف الخيام .. ..
و هاجت مياه الخليج لترسم خارطة الحب ولهى ..
فتنفخ فيها من الروح شيئا ..
و تطلقها كي تعوم .
*** *** ***
لمن كل هذا الدلال ؟ و بعض الوصال ؟؟
لمن تلة من بخور و عرس بصالة خير الفنادق ..
إذا حان يوم الخميس أذان العشاء ؟ ..
وأثمرت الأمنيات بسور الكروم .
ليس ذاك النعيم سوى نفحات أتت من قصور الحكايات ..
في ألف ليلة و أنثى
لتغمس بالشهد خبز الزمان البخيل ..
و ترفل في دعة النفط بين أنين الصواري و فانيلة النوخذا ..
و الدعون التي عطرتها قبيل ارتحال الغوالي ..
ب لنش و بوم .
لمن ناقة ما انحنت كي نعلي هوادجها ..
حيث كل الظعائن صارت حديدا يكر على أرجل من سواد ؟..
و ما عاد فرسان عبس يطوفون حول بعير لعبلة ..
خشية فرس و روم .
مضى زمن مستبد كملح الخليج ..
و جاء زمان جديد من الصعب فيه حراسة ليلى ..
فليلى وزيرة ، و ليلى مذيعة ..
وليلى رياضية تعتلي صهوة المجد ..
رغم رياح السموم .
ستكتب في صفحة الافتتاح غدا :
إن وعدا أكيدا سيجمع قيسا بليلى ..
و إن الجنون محال يدوم .
*** *** ***
لمن خور هذي الأنوثة يمتد وسط البوادي .. فتحيا على ضفتيه عصافير ماض .. ..
و بعض نوارس أيقظها صوت نهامكم إذ يغني ..
أمام المراكب : أوووه يا مااااال ..
هي السمرة المنتقاة إذا أخرجت نحلة ما جنت من رحيق ..
ففاض الحنين
و زينة عمر ترتب في الروح شمع الحياة ..
لمن قهوة عبقت في رحاب المجالس تومئ للأهل ..
كي يستريحوا بواسع بشت ليطرد حقد البسوس و كبوة داحس ..
غداة جرى الدم بين بطون العشائر كالرافدين .
لمن غاص قوم بعمق الخليج و عادوا ب دانة ؟
عساها تزين جيد المهاة فخاب الأمل ..
إن جيد المهاة يزين كل لآلي البحار ..
و يمنحها الدفء مثل ضياء النهار ..
لمن أحرف نقشت في الخواتم ؟ ..
تعلم من أحنت النائبات له ظهره أبجد الحب ..
عن ظهر قلب ..
لمن رنة القرط ؟ ..
توقظ كل صليل الحلي بمندوسها قبل بوح المرايا ..
و يغفر ربي غداة الصلاة جميع الخطايا ..
لك الله يا بنت ملح الخليج الذي صار حلوا ..
إذا ما نظرت إليه !!
و يا بنت تلك الرمال التي خجل النهر ..
من فيضها الحاتمي الجديد الذي يسجد الجود بين يديه ! ..
لك الصورة ال لا تموت ..
إذا يبست إصبع الراسمين و ماتوا
– فديتك - إن الحرائر يفدين طوعا بلا منة أو أذى..
و يفديك عرشي الحزين و قطر الندى و الجهات .
*** *** ***
لمن حلم كانبساط الرياض بضفة نهر ؟..
و همس كري السواقي لأرض معفرة بالظمأ ..
على وجنتيك تموت الدموع .. ..
و تصبح بوحا له في النفوس نشيج ..
لمن خجل في الخطا و الكلام ؟ ..
لمن خفر في ارتغاب المباح و رد السلام ؟ .. خليجية أنت بنت العرب ..
فكل السيوف التي صدئت سوف تهجر أغمادها ..
عند خصرك ..
و كل الخيول التي قيدت سوف تكسر أصفادها ..
عند فجرك ..
و كل الرجال التي فرطت سوف تلعن أوغادها ..
عند ثغرك ..
خليجية ؛ كم هريق من الحبر فدوى عيونك !..
و ما زلت بيتا من الشعر يسعى له المنشدون بثامن شوط ......
و لا يصلون .
خليجية ؛ كم سفحنا من العطر حول خبائك ! ..
و ما زلت لغزا يحاول كل النحاة اكتشاف قواعده ..
يعجزون .
خليجية ؛ لن يجود الزمان علينا بعمر مديد ..
فقد مر جل الذي سمح الله فيه لنا أن نعيش ..
فكوني زمانا جديدا لنا ..
كي نكون .
فما أنت إلا صقور على ذروة الكبرياء ..
و بعض البغاث تحاول تمريغها ..
ولكنهم يخسؤون .
و ما أنت غير رفيف الأماني بساحة يأس
فمدي يدا من بياض الفعال لنمسح بعد ليالي البكاء ..
دما في العيون .