حروف الكبرياء - عبد الرزاق الدرباس

من سالف الدهر كان الشعر ديوانا
و اليوم نزهو به شيبا و شبانا

إرث الجدود على الأيام مفخرة
و راية خفقت عزا و ألحانا

بها فرحنا غداة الشمل مجتمع
فحبذا ساكن الريان من كانا

و في دموع لها كان البكاء دما
إذا تحدر في تأبين موتانا..

و كم طربنا إلى إنشاد قافية!
عذراء ما لمحت من قبل إنسانا

و قال قائلهم يرجو الوصال بها
مثبتا للجناس التام عنوانا:

لو زارنا طيف ذات الخال أحيانا
و نحن في حفر الأجداث أحيانا

هذي محاسنها في القول بادية
غيث البلاغة بعض من سجايانا

فأبدعوا إن في إنشادها نغما
يخالط الروح أفراحا و أحزانا

علم و فكر و آداب و موعظة
في ثوب عز مدى أيامها ازدانا

نحن الذين منحناها مودتتنا
منها غرسنا بذهن الجيل بستانا

الله أنزل فيها وحيه شرفا..
و المصطفى رسخ الإعراب بنيانا

في حبها ما استطعنا – رغم قدرتنا -
أن نجعل الحب إسرارا لنجوانا

حتى جهرنا به في كل ناحية
فبورك الحب تصريحا و إعلانا

إذا كبت خيلنا فالضاد تنهضها
و إن نبا سيفنا فيها اعتلى شانا

ما أمة أهملت إرثا به ازدهرت
إلا وخاطت ثياب الذل أكفانا

فأرجعوا يا بنيها مجد سالفها
حتى نعلي بنود الضاد أزمانا ختامها نفحة من عطر أحمدنا

صلى الإله على طه الأمين مدى
خفق القلوب و رمل زاد كثبانا