و قفة ندم - عبد الرزاق الدرباس

إلهي ، ذنوبي عدُّها ليس يُحصرُ
و مَن لي سوى الرحمنِ يعفو و يغفرُ؟

و أنت الذي يا ربّ تصفحُ قادراً
و أنت الذي تهدي و تنهى و تأمرُ

أغرَّت حواسي قوة ٌفي شبابها
فمالتْ إلى اللّذات تهوى وتحضرُ

و أخَّرتُ عن جمعِ المصلّين طاعتي
و قصّرتُ في الإنفاق ،و المالُ يسحرُ

نظرْتُ إلى ما حرّمَ اللهُ تارةً
و رجلي على درب الخطيئاتِ تعثرُ

و كنتُ على علمٍ بأنك شاهدي
و ما عنكَ يخفى - يا إلهي - التستُّرُ

فأيقنتُ أني سائرٌ في ضلالةٍ
و دربيَ صحراء ٌ،و ملقاكَ ممطرُ

و لي من ذنوبي ذلةٌ و مهانة ٌ
لها الدمعُ من عيني غدا يتحدّرُ

و لي في رحاب اللهِ عزٌّ و توبةٌ
أجرُّ بها الأثوابَ زهواً و أخطُرُ

إلى بابكَ المفتوحِ وجّهتُ خطوتي
و ها أنا بالدعواتِ - يا ربِّ - أجأرُ

إلهي ! و مَن منا بغير خطيئةٍ ؟
تكرَّمْ علينا غافراً حين تقدرُ

فإنك إن عاملْتنا بالذي بنا
خسرْنا ، و بيَّاع الخطيئات يخسرُ

فعامِلْ بغفرانٍ و عفوٍ و توبةٍ
فنحنُ إلى هذي الثلاثةِ أفقرُ

سأجعلُ خوفَ الله ِفي القلبِ دائماً
و في ذكرهِ نطقي يَسرُّ و يجهرُ

إذا ما ذنوبي كانتِ اليومَ جدولاً
فعفوُ إلهِ الكونِ نهرٌ و أبحُرُ

إلى مرتعِ الرحمنِ يمَّمْتُ ناقتي
و قلتُ لها : سيري فمرعاكِ أخضرُ

إذا كَبُرَ الوزرُ الذي قد جنيْته
فغفرانُك َ- اللهمَّ - للوزرِ أكبرُ