في رحاب الضاد - عبد الرزاق الدرباس

بكِ تاجُ فخري و انطلاقُ لساني
و مرورُ أيامي و دفءُ مكاني

لغة الجدودِ و دربُنا نحوَ العُلا
و تناغمُ الياقوتِ و المَرجان ِ

هي نورسُ الطهرِ الذي ببياضِهِ
يعلو الزُّلالُ ملوحةَ الخلجان ِ

رفعَتْ على هام ِالفخارِ لواءَها
بالسيفِ و الأقلامِ و البنيان ِ

من إرْث "مربدِها" و سوق ِ" عُكاظِها"
جذرٌ يغذّي برعمَ الأغصان ِ

من ثغْر ِ"عبلتِها" و بَيْن ِ"سُعادِها"
تهمي دموعُ العاشق ِالولهان ِ

*** *** ***

قفْ في رحاب ِالضادِ تكسبْ رفعةًً
فمجالُها بحرٌ بلا شُطآن ِ

اللهُ أكرمَها و باركَ نطقَها
فأرادَها لتَنَزُّل ِالقرآن ِ

" اقرأْ " فمفتاحُ العلوم ِقراءةٌ
عمَّتْ بشائرُها على الأكوان ِ

عِلمٌ و فكْرٌ ، حكمةٌ و مواعظ ٌ
فقْهٌ و تفسيرٌ، و سِحْرُ بيان ِ

و عَروضُها نغمُ العواطف ِو الهوى
و مآترٌ تبقى مدى الأزمان ِ

عربيةٌ ، و العرْبُ أهلُ مضافةٍ
و فصاحةٍ و مروءةٍ و طِعان ِ

عربيةٌ ، و المصطفى أرسى بها
منهاجَ صرْح ٍثابت ِالأركان ِ

فغدَتْ على الأيام ِ صوتَ حضارةٍ
تسمو بنورِ العلم ِو الإيمان ِ

هيَ في حنايا الروح نبْضةُ خافقي
و من المحبَّة صدقُها المتفاني

لا تهجرُوها فهي حِصْنٌ ثباتِنا
و خَلاصُنا من خيبة ِالخُسْران ِ

*** *** ***

و خُلاصةُ القول ِالطويل ِعبارةٌ
سارتْ بمعناها خُطَا الرُّكبان ِ:

ما بَرَّ قومٌ أمَّهمْ و لسانَهمْ
إلا و حازُوا السَّبقَ في المَيدان ِ

و إذا أهَانُوها فإنَّ مصيرَهم ْ
عَيْشُ الهَوان ِو ذلَّةُ الخِذلان ِ