ارتحال - عبد الرزاق الدرباس

طال في عاجل الحياة اصطباري
و طغى الشعر فاتخذت قراري

راحل في غمامة الشوق صبحا
تتبدى الحسرات فوق مداري

حاملا من حديقة العمر شكوى
فاضحا عن تعمد أسراري

أ رهقتني تأملات وجودي
أخرست بعد شدوها أوتاري

ليس لي في السنين شهر نسيء
كي أملي من الحياة جراري

قد رمتني مجاهل البعد حتى
خرجت عن مسارها أقماري

و كبت فيك صافنات ا رتغابي
يا اختلاج المنى ونوري و ناري

كنت حلمي الذي يمد د عمري
و على وقعه تهيج غباري

و له تنحني مقامات روحي
من علو ممنع جبار

كم بنينا فوق الغيوم قصورا !
ثم في دفئها خلعت عذاري

و نهلنا من النعيم كؤوسا
كانت الزاد في طويل المسار

راحل ، و المدى يمزق روحي
ويذري أشلاءها في القفار

صوب أرض لا ظلم في جانبيها
و أناس لا يحرقون اخضراري

وبلاد ليست شبيه بلاد
و بيوت من دون أي جدار

بيرق الحب يعتلي في رباها
و احترام الإنسان أغلى شعار

نحو أنثى رسمتها عند ليلي
مثلما تشتهي خيول نهاري

يسكر الحسن من لمى شفتيها
ثم يطوي راياته باعتذار

لو تدلى رضابها في بحار
لاستسيغت مياه تلك البحار

أو تبدت لأخجلت حور عين
فهي فوق الخيال و الاعتبار

*** *** ***

إن توقي إلى لقاها احتراق
يتلظى على شفير انتظاري

كم أنادي!( و لات حين مناص )
من رجوع الصدى لوحشة غاري

راحل ، غايتي عزيز الأماني
أطلب الثلج في قرارة نار

إن ما تحسبونه مستحيلا
أصبح اليوم ممكنا باقتدار

ليس صعبا إيجاد ما أتمنى
فالقوافي قد حققت أوطاري