ملهمة البيان - عبد الرزاق الدرباس

إلى عـينيـك ترتحـل الامـاني
و تسـرق من قوافينـا المعـاني
تغلغـلتا بسـرّي بعـد جهـري
تمكّنتـا كمـا السـيف اليمانـي
على لقـاهمـا تقـتات روحـي
ويضحـك –رغم تعذيبي- زماني
مررت من الحسـان بكـل لـون
فـفاضـت فيّ أنـهـار الحنـان
و لـكـنّي شـعرت بأن شـيئـا
يزلـزلنـي و يُزرع في كـيانـي
عبيـر لقـاك أزهـر في يباسـي
و صعـبٌ أن يقـاومـه اتزانـي
و كـم كنت الصبـورإذا عيـوني
رأت حسـنا و صبـري قد براني!
و كـم قد قلت : يكفـي مالقـينـا
و ودّعـتُ الصبـابـة و الغـواني!
و لكـني فـقـدْتُ الصـبـر لمـا
خطـرتِ شبيـه حـوريّ الجـنان
فثـارت في عـروقي ألـف دنيـا
و ناري أُشـعلـت تحـت الدخـان
إذا أفـصحـت عـمـا في فـؤادي
بجـرأة شـاعـر عـذب البـيـان
أخـاف مـلامـة الإفـصـاح آنـا
و أمضـغ حسـرتي فـي كـلّ آنِ
و إن كـتـم اللسـان لهـيـب ناري
وشـت عينـأي بي كـي تفضـحاني
و تلـفـت رقـبتـي بالرغـم منـي
أناقـتـك الفريـدة فـي الحـسـان
إذا مـا السـيـدات غـدون بحـرا
فـعـيـناك السـفـينـة و المـواني
و مهـما ضـم مـجـلسـنا نسـاءً
فأنـت مـحـطّ أنـظـار العـيـان
كـرمـح الحـب تخـترقيـن روحـي
فيضـعـف نحـو حسـنك عـنفـواني
و سـحرك فـوق قـدرة احـتـمالـي
يـعـذب فيت التـنـائي و الـتـدانـي
عـلـى شـفـتيّ بـوحٌ لا يـجـارى
و ينـعـقـدُ الكـلام بـمـا أعـانـي
أحـضّـر مـن جميـلِ القـولِ سـفراً
و عـنـد لقـاك يخـذلـنـي لسـانـي
و أشـعـر أنـنـي طـفـلٌ صغـيـرٌ
أتـاهُ فـطــامـهُ قـبــل الأوان
خيـولُ هـواي في المـيـدان غـرقى
و يهـفـو بي إلـكِ هـوى حصـانـي
فيـا فـردوسـي المـمـنـوع عـذرا
و عـفـوك فالقـوافـي تـرجـمـاني
فلـو أبقـيـت قا فـيتتـي بـصـدري
سـتُدمـي الـروح مـن بـعـد البـنان
وإن أطـلقـتهـا فـضـحـت وقـاري
و شـخـصـك بالتصـابي قـد رمـاني
لـظـى الحـاليـن تو جعـني فحسـبي
مـن الحـالـيـن " ملـهـمـة البيـانِ"
*
8/11/2006 م