شهوة الحبر - عبد الرزاق الدرباس

اتركيني .
أبعدي كفك عن طهر جبيني ..
لست أهواك فروحي ..أوقفت نهر حنيني
و إلى أرقى فضاءات الهوى هيا ارفعيني .
و إلى أعماق بئر اللذة النشوى مرارا
أسقطيني .
قد مشت كل تماثيل الطغاة
فأفاق الشعر من نوم الخنوع
يرسم اللقيا على حائط ليلى
ثم ينسى كل أخطائي التي قد عششت
في برد طيني .
*** ***
كلما أنجزت وعدا
تتمشى في سواقي العمر أرتال الدماء
لم يعد يجذبني سحر العيون.
و اشتهاء الخد و ( الجينز ) المثقب
لم يعد شيطان شعري يحتويني
و مراعي الحلم الشتوي في نومي تبدت
مثل عصفور سجين.
و أفاقت كل أنهار دمانا
لست مرتاحا لأوطار ستقضى
رغم ما عندك من أسلحة الأنثى التي
تستطيعين بها أن تجذبينيز
إنني – رغم احتياجي – كالجبال الجرد كالصخر الأصم
كثلوج ( الألب ) في رأس السنة
بارد قد ضاع شكي و يقيني . ..
كم تبدت شهوة الحبر على جسم القصيدة !!
حارق حبي
ورعد في سماء الشرق صيحاتي العنيدةز
فعلى أحجار قبري جربي ذرف الدموع
لن يخر الدمع من زرق العيون
فأنا سيف و وردة
كلماتي لحنها صوت قنابل
و هدير الثأر من غزة إلى بغداد في شعري مقاتل.
لم تعد غيرة قيس في ضلوعي عندما تعشق ليلى
نثر الليل مساميري على عشب الرعاة
وحروفي قد تدلت من لساني كالمعاول.
إن لي جذرا بأرض الشرق ينهاني إذا حلت بقلبي أجنبية
لست أدري ما بدايات انتسابي ؟
ربما عادت إلى أيام ( آشور و إيبلا )
و العهود السومرية.
ربما كان بنو العباس أجدادي و أمي أموية
ربما كانت طباعي من بقايا الجاهليةز
إن قلبي موصد في حب من أجدادها أجروا دمانا
و استباحو لعبة الطفل ب ( قانا ).
لست أرضاك وعاء لاستلاب الشهوات
فاتركيني
و إلى سطح مجرات الهوى لا ترفعيني
لست أهواك
فعذرا يا صبية .