بحقَ اعتذاري - إبراهيم أحمد الوافي

بحق اعتذاري
بحق النوارس تشرب من عرقي زرقةً
ثم تتلو انكساري..
بحقِّ عيونكِ حين التقينا
تدلَّت من الأفق قنديلَ حبٍ ..
وصامت بشهرِ انتظاري ..!
بحقِّ فتى قضَّه الليلُ
أسلمه للخياناتِ ..
خدَّرَ فيه انبلاج النهارِ
بحق فؤادي الذي تعلمين بأنك أنثاهُ
( تلكَ الرسائلُ ..ليستْ خياري..! )
***
أنا شاعرٌ جوَّعتهُ المواعيدُ
نامت على صمته قصةٌ
كفَّنتهُ النهاياتُ
حتى استتابْ
أنا عاشقٌ مرَّ في كل بابْ ..!
رأى الحبَّ أضغاثَ أنثى
رأى الناس من حولها
يسألون القصيدةََ
كيف استغاثتْ بها
فاستجابَ السحابْ ..؟!
أنا أول الوافدين لأرضِ السرابْ ...!
رأيتُ النوارسَ ظمأى
رأيت القبائلَ ترعى من البحر
عشبَ الغناءِ
رأيتُ جوادًا بلا فارسٍ
ورأيتُ نجومًا تضيءُ ..
رأيتُ النهار افتراءً
ووجه المساءِ اغتصابْ ..!
رأيتُ بعينيكِ أني أخونُ حنيني
أمدُّ يدي حيثُ تسكنُ أفعى
وأرتدُّ مرتبكًا
حيثُ تعوي ذئابْ ..!
***
بحقِّ اعتذاري ..
تهدَّجَ صوتي
تغيَّرَ لونُ النهارِ
مسحت جبينَ الظهيرة منكسرًا ..
وكتبتُ إليكْ :
( أنا في يديكْ
أروحُ بعيدًا وأبكي عليكْ
وأضجر منك لديكْ
أنا لعنةُ الكفِّ في راحتيكْ
ولون الورود على وجنتيكْ
وآخر نجمٍ هوى في سمائكِ ..
كي يتدلَّى على ساعديكْ )
***
بحقِّ اعتذاري ...
بحقِّكِ أنتِ ..
بحق القصيدةِ
( كل الرسائلِ ليست خياري ..!! )
( تعذّر وصول الرسالة التالية لكافة المستخدمين )
الرسائلُ ..
رقصُ السنابلِ للريحِ
تلميذةٌ نسيتْ في حقيبتها وردة
من لقاء المساءْ ..
الرسائلُ جائعة للكلامِ
محنَّطةً في التوابيتِ
توَّاقةً للقاءْ ..!
لكنها قطرة من دمي
ثقبَتْ إصبعي
خرجتْ عن مسارِ وريدي
فحق عليها البكاءْ ..!
***
الرسائلُ ..
صمتُ المساء حيالَ
ارتطامي بحد الرصيف
حيالَ صراخي
بكائي
ورعشة قلبي الضعيفْ
الرسائلُ صوتي المعتَّقُ
حينَ تنافقني عزَّتي
وتحدِّثني عن جمالِ الخريفْ
الرسائلُ خوفي من البوحِ
فوضى الكلامِ على شفتيَّ
وغصَّة حرفي الشفيفْ