جرح وقصيد - إبراهيم أحمد الوافي

نجواكَ صوتٌ خافتٌ يشجيني
وأنينك المشلول صوت أنيني
نبكي العراق صبية موءؤدة
وتراث مجد في فم التنِّينِ
أبكي إذا قلَّبتُ أمسي حالمًا
وقرأتُ في عينيكَ ما يبكيني
أبكي إذا عبرت خيول خواطري
لخيولِ سعدٍ في بقاع شجوني
وتمرَّد الحلم الجميل على فمي
وطوى الفجيعة في بقاع شجوني
يا صاحبي تبقى العراق قصيدةً
وفراشة محمومة التلوينِ
خبأتُ .. لا بل ما تزال طفولتي
تنداح رغم كهولتي بجبيني
أنبت في حقل الشموس قصائدي
ورجعتُ أعزف بالظلام لحوني
بالشعر أنْفي ما يعيقُ تنقُّلي
وتنقُّلي ببشاعةٍ ينفيني
لو أنَّ منديل الهوى بأناملي
أو في البحور المائجاتِ سفيني
لرميتُ في كفِّ الرياح مراكبي
ومسحت بالمنديل دمع عيوني
لكنما وجهي غريب عن دمي
وقناعتي موبوءة بظنوني
أغلقتُ في وجه الرياح نوافذي
ووقفت ذاكرتي لبوح حنيني
فسرتْ على أثر الخيول خواطري
وغفت على حلم الفتوح جفوني
فنظمتُ من أمسي فواجع حاضري
ومن السحائب غيمة ترويني
تنساق خلف الريح تمطِرُ في فمي
صوت ( الرشيد ) وهدأة التأبين
متأرجحٌ بين النقيض يهزني
عصف الطريق وحلمي المجنونِ
لا الأمس صادرني إليه ولا ارى
في يومي المذبوح ما يبقيني
تنهار في وجه النهار مدائني
وخرائطي تبلى بطول سنيني
إنْ حكتَ بالسكين ثوب صبابةٍ
فأنا أصنِّعُ من يدي سكيني
لو أنجبت عيني جنينًا حالما
عانقتُ بالسكين صدر جنيني
الجرحُ مقروء بظهرِ ملامحي
ينساب رغم تجملي بشؤوني