لو .. حرف اقتناع لاقتناع ! - إبراهيم أحمد الوافي

الصفحة رقم ( 923 ) في كتاب الياسمين
( الصفحة الأخيرة )
( لو كنتِ كالأخريات
وكنتُ أنا عابرا في الطريقْ
مالتقينا على مفرق المفردات
وسكبنا على القارئينَ الرحيقْ )
***
أنتِ يا قبلةَ السحرِ يا ( مَلكانَ ) القصيدةِ
يا طفلة الروحِ
كيف تنامينَ بعدي ..!
آخر الدمع يجدي ..!؟
غصَّةُ الليل بالذكرياتِ
برودةُ كلِّ ( الكبائنِ )
حمْقُ السجائرِ
رائحة الَنَفَسِ المتخثِّر فوق شفاةِ الهواتفِ عندي ..!
وآخر عهدي ..!
تمرَّغتُ بالريحِ طفتُ على شرفات النساءِ ..
تساءلتُ
منكنَّ تعرفُ صمتي ؟
وتجهلُ موتي ؟!
منكنَّ عنوانُ كل الحكايا التي تتهجَّى بصوتي ؟!
منكنَّ تحمل ساعاتها وتسير الطريقَ المؤدي إلى البالِ ...
قطَّعنَ أيديهنَّ وقلنَ بصوتٍ شحيحٍ ..( سلاما عليها )
فهل كنَّ يعرفنَ أن البدايةَ مثلُ النهايةِ
لاشيءَ غير ضميرِ المخاطبِ يجهلُ أسماءهنَّ
ويلهجُ ( أنتِ ) !
***
سلامًا عليكِ ..
ولو كنتِ كالأخرياتِ حملتُ كتاب القصائد نحو النجوم وحيدا ..!
جلست هناك على مقعد الغيمِ وابتعتُ حلم العيونِ وعدتُ سعيدا
سلاما عليكِ ولو كنتِ كالأخرياتِ
لما أغلق الليلُ بابي بوجه الصباحِ
وظل يبايعني لونه فجرعهري
ولو كنتِ كالأخرياتِ لما انشقَّ صدري
وفوَّضتُ أمري
لأنثى أقّلبها فوق جمر اتكالي عليكِ
وأذكار شعري ..!
سلاما عليكِ
متى شئتِ عودي إلى قريتي غصنَ ليمونةٍ
أو عصافير أمي الحزينةْ
متى شئتِ عودي منعَّمةً في شقائق وجهي
وجدران تلك المدينةْ
تمدُّ الغصون لنافذتي ثم تأوي لرقيا أمينةْ
سلاما عليكِ
متى شئتِ عودي ولو ياسمينةْ ..!
***
لو كنتِ كالأخرياتِ
وكنتُ من الآخرينْ
لما امتزج الشعر بالياسمينْ ..!
لما فرقَّتنا المواقف مابين حزنكِ مني
ومابين أني حزينْ !
لما غادرتنا المساءتُ نحو الشوارعِ فارغةً مثل صدري
وخائفة مثل عينيك في آخر الليلِ تجتاحها رعشات الحنينْ
لو أننا لم نكن نفهم الأرض حين تدورُ
ونفهمُ طفل القصيدة كيف يثورُ
ونعلم أن غدا لايجيءُ كما نقتفيهْ
أنتِ قنديلُ تيهْ !
وأنا كالمساء الذي يجمعُ الساهرين لكأساته ثم يتركهم
وحدهم ويطيرُ إلى نجمةٍ تهجرُ الليلَ كي لاتضيءَ ولا تشتهيهْ
لو كنتِ كالأخرياتْ
وكنت من الآخرينْ
لما ودعتنا السنينْ
ولا آثر الشعر أوجاعنا بعد حينْ
ولا عرف الناس من بعدنا زمن الطيبينْ ..!
***
(وداعًا إلى يوم أن يبعثَ الله قلبًا جديدًا
وأنثى تصلّي لشاعرها لايحاسبها ربُّها
ومكانًا تعيش النوارسُ فيه من الآمنينْ ! )
8/ 6/ 2003م