فاتنْ - إبراهيم أحمد الوافي

تجيء من الغيب فاتنْ ..
تطلُّ على الشرفة الشاعرةْ
تنازع حزن السنين الطوال
وترقد في آخر الذاكرةْ ..!
هنا حيثُ لا شيء يبدو
ولا شيء يخفى
وحيث يغال الطريق الطريقْ
وحيدًا على الشرفة الحائرةْ .......!
وفي الأفْقِ سورٌ .. وفوقَ الجبينِ
بكائيةٌ في دمي ثائرةْ
وعينايَ لا قطعة من طريقٍ ..
ولا هيَ في غيِّها سادرةْ
أضمِّخُ با الريحِ وجهيْ
أعَضُّ الملوحةَ بالشفتينِ
وأشربُ من دمعةٍ غائرةْ ..!
***
كأنَّ النهارَ ..تثاءبَ
نامَ الشعاعُ على ساعدِ البحرِ
وانداحَ بالأفْقِ لون الغروب
تجيء من الغيب ( فاتنْ )
تسيلُ لقلبي لعاب التذكُّرِ
تجتاحُ با الحزنِ كلَّ الدروبْ
تنادي :
( احتضنِّي ..فبرد الردى في عروقي
وما عدتُ أقوى عويل الرياحْ
فخذني بدفئكَ وهمًا جديدًا
وفوقَ شفاهكَ حلْمًا متاحْ
تنااادي ..
فتمطرني غيمةُ الحزنِ
تصتكُّ أضلاعي المنهكاتِ
وتلفحني نسماتُ الشحوبْ
وحيدًا على الشرفةِ الحائرةْ
على الدرب سرَّحتُ عيني
تنفَّستُ من رئة العابرين
وأشرعتُ للريحِ حلمي العتيقْ
ولا شيء في الكونِ يبدو طليقْ
كأنَّ المدينةَ في قبضةِ الضوءِ
حتى العبور بقيدِ الطريقْ ..!!
لا شيء في الكونِ يبدو طليقْ
سوى بعض أحلامكَ المترفاتِ
تناثرْنَ بالأفْقِ مثل النجومِ
لتصبغْنَهُ كبرياءً صفيقْ
سوى .. أنتَ
فاتن
وآهٍ لــ فاتنْ
تروحُ وميضًا وتغدو بريقْ
هنا حيثُ ظلَّ انطلاقكَ
ما بينَ أنتَ وأنتَ
وما بين فاتنْ وفاتنْ
تعلَّقَ بالأفْقِ حلمٌ غريقْ
هنا حيث لاشيء يبدو
ولا شيء يخفى
هنا ..حيث تستمطر الحزنَ
تسْتحلبُ الجرحَ
تنفُخُ بالأفْقِ
لا شيء يغريكَ غير الشهيقْ .........!!