إن قوما لم يروا - عبد الغني النابلسي

إن قوما لم يروا

حالتي لما سروا

وعظامي قد بروا

ليت شعري هل دروا
أيّ قلب ملكوا

قد جرى لي ما جرى

وعيون كلما رمقت
لم يدع منا الهوى رمقا

بعدهم بين الورى

قل لهم يا سعد مغرمكم
كم يقاسي الدمع والأرقا

آه من لي لو أرى

ذاب شوقا في محبتكم
حين منكم بارق برقا

وفؤادي لو درى
أيّ شعب سلكوا

أنا صبّ مغرم

شمس هذا الكون طالعة
جذبت روح الذي رمقا

ذاتها من ذات لابسها
وهما في النشأة افترقا

واصطباري عدم

وهي من أنوار بهجته
بالعطايا تملأ الأفقا

وهم القوم همو

أتراهم سلموا
أم تراهم هلكوا

حنت الأرواح حين بدت
مثل معشوق ومن عشقا

ثم راح الجسم مضطربا
شم ريح الأمر فانتشقا

عنهم الراوي روى

وحنين لفرعا لا عجب
نحو أصل باسمه نطقا

إنهم في المستوي

ثم من فرط الجوى

يا نسيمات سرت سحرا
من شذاها الكون قد عبقا

خير بنا عن احبتنا
وعن الأهلين والرفقا

حار أرباب الهوى
في الهوى وارتبكوا

ليت من بالجزع لو عطفوا
ليت من أهواه بي رفقا

دمعتي بالسفح من أضم
سفحت يوم النوى قلقا

يا عذولي كف عن عذلي
إن هذا اللوم محض شقا

لو ترى ما قد رأيت لما
لمت في ساق هواه سقى

في نواحي الشعب غانية
حسنها في الكون ما اتفقا