يا أختَ مكةَ والمدينةْ! - عبد المعطي الدالاتي

يا درّةً غرّاءَ في عقدِ السنينْ
بالحُبِّ ضجّ لقاؤُنا .. هل تذكرينْ ؟!
بالطيب يعبَقُ في ضفاف الياسمينْ
إني ظمئتُ لمقلتيك
ظمأالمحبِّ إلى العتَبْ
إني نظرتُ لقبَّتيك
نظرَ الفقير إلى الذهبْ
أترى أصلي ركعتينِ
شكراً بأولى القبلتينِ ؟!
أمَّن أحدّثُ عن سناكِ
وعن جلال المسجدينِ ؟!
أَأُحدِّثُ الأولادَ عنكِ
أقولُ : إنّكِ ساحرهْ
لقلوبِ من رحلوا لكِ
لكنَّ روحَك طاهرهْ ؟!
***
يا قدسُ ! يا أحلى قصيدهْ
قد صاغها شعرُ الغزَلْ
هل أنتِ أغنيتي الوحيدهْ ؟!
بل أنتِ للروح الأَملْ
يا قدسُ ! يا أغلى حكايةْ
تروي البدايةَ والنهايةْ
وتبوحُ عن مسرى الرسولِ
ولقائهِ بابنِ البتولِ
وكيفَ أمَّ الأنبياءَ ؟
وكيف قد جابَ السماءَ ؟
أجَمعتِ أطيافَ الهدايةْ
يا قدسُ يا أرضَ العنايةْ ؟!
***
يا قدسُ ! ياأغلى مدينةْ
يا أختَ مكةَ والمدينةْ
ما زلتِ تبدينَ الجمالَ
وإليكِ ما شدَّوا الرحالَ!
ونسوكِ يا أغلى سجينةْ!
إلا قليلاً من أسودِ
هتفوا بأدبار السجودِ
لبيّكِ يا أختَ الخلودِ
لبيكِ عُدنا .. فلتعودي
لبيك يا بعضَ العقيدةْ
هتفَ الشهيدُ مع الشهيدةْ
***
يا قدسُ أشرعتُ السفينةْ
للقاكِ يا أخت المدينةْ
لكنَّ أفكاراً حزينةْ
عاشتْ بأعماقي دفينةْ
سأبثّها بعد السنينْ
فأنا الذي بعد السفرْ
أخشى يُوافيني القدرْ
فأصير صمتاً في الحفَرْ
من قبل شدّي للرّحالِ
يا توأمَ المدنِ الغوالي
فتموت آمالٌ حَيينْ
ويموت لحني بعد حينْ
يا قدسُ ليتكِ تعلمينْ
كم في ترابي من حنينْ