جمال القرآن - عبد المعطي الدالاتي

نورٌ تدفّق من سماواتِ الغيوبْ
حتى تألقَ في محاراتِ القلوبْ

نورٌ سرى في الأرض من أم القرى
يرتادُ للسارين آفاقَ الدروبْ

نورٌ بدا يُهدي لدنيانا الهدى
تهفو له أرواحُنا .. وله تلوبْ

فتموجُ تعرجُ في السماوات العلا
وتطيرُ تسمو للجنان، لها تؤوبْ

يا نورُ! فكري حائرٌهل من سنا؟
يانورُعمري ظاميءٌ ودنا الغروبْ

وأنا غريبٌ في الدروب، وإخوتي
كلٌّ سرى في دربه، كلٌ غريبْ

يا نورُ كم حجبَ العناكبُ من سنا
وتظلّ وحدك شمسَ خُلدٍ لا تغيبْ

يا نورُ ! أسفِرْ عن جلالك علّنا
أنْ تلتقي نظراتُنا نظرَ الحبيبْ

مَن يصحبُ الأنوارَ يحيا طيباً
من يقرَبُ الأزهارَ في عطرٍ يذوبْ

يافالقَ الإصباحِ .. ياربَّ الورى
يا منزلَ القرآن نوراً للقلوبْ

آيـاتُه جنـاتُ عدنٍ أزلِفتْ
تذروالطيوبَ مع الطيوبِ مع الطيوبْ

لكنْ غفلنا عن جمـال كتابنا
وأعاقنا حملُ الذنوبِ مع الذنوبْ

والآن عُدنا للحدائق .. للشذا
متدبّرينَ ، فينطقُ الدمعُ السّكوبْ

والآن عدنا تائبينَ لربنا
إن لم نتبْ لك ، ربَّنا، فلمن نتوبْ ؟