الحياة التفات - عبد المعطي الدالاتي

وتنهالُ كلُّ همومي عَلَيّا
ويَنسدُّ كلُّ طريقٍ لَدَيّا

وأرنو بليلي: أَلا من سبيلٍ؟
ويَرتدُّ طرفي حسيراً إ ليّا

وإذْ نظرةٌ نحو بابِ السماءِ
تُعيدُ الرجاءَ لقلبي نَدِيّا

فأدعو وأدعو ويسمو رجائي
ويلمِسُ جُنحي جبينَ الثريا

إلهي! رجعتُ أبوءُ بذنبي
ولستُ بما قد صنعتُ بَرِيّا

فإمّا أخذتَ فحكمُكَ عدلٌ
ويا طالما كنتُ عبداً عصيّا

وإما عفوتَ، وهذا رجائي
فهل بعد عفوكَ فضلٌ عليّا

فهذا سجودي بساحاتِ ذُلِّي
وهذي دموعي مَلَتْ ناظريّا

وهذا فؤادي دواماً ينادي:
أحبُّكَ ربِّي، أحبُّ النَّبيّا

فحبُّكَ ربي شفيعٌ لذنبي
ولولاهُ ربي لما كنتُ شَيّا

وحبُّك ربي يَمورُ بقلبي
يصوغُ الحياةَ جهاداً أبيّا

وحبُّك ربي حَباني شعوراً
طَهوراً يَرِفُّ عبيراً زكيّا

به قد عرفتُ منارَ هُدايَ
فجابتْ خُطايَ الطريقَ السويّا

عرفتُ طريقي، إليَّ صديقي
لِنقفوَ دربَ الهدى الأَحمديّا