من أوراق امرأة مطلقة - عبد المعطي الدالاتي

أتطربُ لاهياً لأنيـن بؤسـي ؟!
وتشرقُ باسماً لغروبِ شمسي!

وتشربُ سـائغاً كاسـاتِ حبي
وتعجبُ بعدها لفـراغ كأسي !

وتقطفُ لاعباً أوراقَ عمري
وتضحكُ بعدها لجفاف غرسي!

كأنك ما سمعتَ شكـاة قلبـي
لربي في الصباح وحين أُمسي

كأنكَ ما قرأتَ أسـىً بعيـني
وشكوى غربتي ، ودموعَ تعسي

فنامـت عينُ قلبـكَ في هنـاءٍ
وقد سهرتْ مع الأحزان نفسي

غديرَ العمر: قدأظمأتَ غرسي
منيـرَالثغرِ: قد أطفأتَ أمسـي

ألم يخفقْ فـؤادُك معْ فـؤادي
نشـقّ طريقنـا من غير يأسِ ؟!

أتذكرُ حين كنتُ أنـا مـلاذاً
لنفسكَ..حين كنتَ ملاذ نفسي؟!

وكنتَ سحـابة ً بالخير تغـدو
وكنتُ خميـلةً بالحسن تُمسي

وكنا لوحةً بالحبّ تشـــدو
وسُـكنى رحمةٍ .. وظلالَ أنْس ِ

فلم يبقَ الغـداةَ سوى صغـارٍ
ينـادونـي : أيـا أمّـاهُ ! فانْسـي

أأنسى؟! ليتني أنسى جراحي
وأهـدمُ صـرح أحزاني بفأسـي

ويأسي ! ليتني أحظى بيأسي
وأدفنُ في رمالِ الصبر رأسي

فإنْ نفذ القضاءُ وذابَ عمري
وغابتْ في الثرىأثوابُ عرسي

وصرتُ حكايةً وغدوتُ ذكرى
وتسألُ عندها أطلالَ رمسـي

وتسأل يائساً عن دفء قلبي
ستسمعُ بعدها أصــداءَ همسي

وتذكرُ ياصريـعَ الذنبِ عهدي
وتفهمُ ياجهــولَ الحبّ درسـي

وإنْ ظمئتْ رؤاكَ إلى سنائي
ستذكرُ يا كريمَ الظلمِ كأســي