الغائب الوحيد - عبدالوهاب عزاوي

قالت طفلة
سيدي الموت
أسألك شيئاً واحداً
ما هو لونك بالضبط
لأرتدي ثياباً تناسبك
سيدي الموت
هل تموت
أم ستبقى وحيداً بعد أن نموت جميعاً
كم أحزن لأجلك
لا تقتل موتاك بسرعة
لاعبهم كما تلاعب القطط صرصوراً قبل أكله
لكن لا تؤلمهم
الوحدة مريعة يا سيدي
ماذا ستفعل بعدنا
قد نلتقي في حياةٍ أخرى
في أرضٍ تحت هذي الأرض
وقتها لن نجفل منك
سنكون أصدقاء يلتقون بعد زمن
وسندعوك إلى كأس شاي
ونروي أحداثاً مضحكةً عن رحلتنا
ونرتدي ما يليق بألوانك الجديدة
ثم نمضي معك بهدوء
يا سيدي قد نصل لمكان
تتوقف فيه
ولن نموت
سنودعك
ونغني لذكراك
أنت الغائب الوحيد بيننا