نرجسٌ في المحاجر - عبدالوهاب عزاوي

في الليل..
تتكرر الصور ذاتها
والطلقة الباردة
تنبت في الظهر
تغيب الأطراف
والأذنان تتحفزتان كفأرين
العين شرفة شاهقةٌ
ولا قعر في الأسفل
لا أنثى تحضن دفقة البكاء القادمة
ولا رائحة كي أستدل
في هذا العماء
في الليل..
أخلع عني رداءَ الطبيب
وجلدي الأسمر
وملامحي الهادئة
وأشهق
كأنثى في المخاض
..
لا صحو ينقذني
أنا الضحية القاتلة
امرأةٌ بشفتين سامتين
ويدٍ تصبغ الوجوه بزرقةٍ فاقعة
وتزرع النرجس في المحاجر
لاشيء أفعله غير الانتظار
كأعمى في موقف باص
في أرضٍ مقفرة
أحلم بالإيمان بأي شيءٍ
أنبش الطفل في كبدي
ذاك الذي يصدق النبوءات
ويزرع يقيناً فاتحاً تحت أظافره
و يحنُّ إلى صدر أمه كلما دهمه البكاء
وحدي فوق عرشٍ من الظنون الحادة
أرمي سهام نبضي في الفراغ
علّي أصيب غريباً ما يؤنسني
في غمر هذا الليل..
أهدهد نفسي على ما بها
أتمتم بعض الكلام
وأذوي كلفافة تبغٍ
على شفتين جامدتين