المؤتلفة/ المختلفة - علاء الدين عبد المولى

كان الصَّباحُ مقيماً في أصابعها
وكان قلبي على أشلائه يقفُ

تعيدني من بعيدي نَحْوَ دهشتها
كالطّفل يأخذهُ ضوءٌ فينخطفُ

أميرةٌ لو تقول الشّعرَ وقفتُها
لفاضَ –أرهَفَ من أعماقها- الهَيَفُ...

قالت ليَ: الوردُ خذْهُ، فاحتميتُ به
وكان ملئي خريفُ الكون يرتجفُ

منسيَّةٌ في أعاليها مخيِّلتي
ترهبَنَتْ برداء النّور تعتكفُ

زُرِعتُ في ظنِّها، حتَّى إذا اكتملَتْ
حدائقي، دبَّ في أشجارها التلّفُ

لم تنتظرْ غرباءً، يعزفون على
عودي، ولمّا تجلَّى، عنهُ قد عزفوا..

فألّفت بيننا ريحاً تطاردُنا
تُهنا، وأشباحُنا في السرّ تأتلفُ

كم اخترعْنا حدوداً بين وحدتنا
وكم حسبنا مرايا القلب تختلفُ

الوقتُ كان تمامَ الحلْم حين هَوَتْ
أبراجُنا... ثمّ راح الوقتُ ينتصف

مسيَّجٌ بشذاها –خاشعاً- جسدي
يغتاله من أقاصي بوحِِه الدَّنفُ

تخاف من شبق الأنوار يكشفُها...
ومَنْ بغير شهيِّ النّور يُكْتَشَفُ؟

تهبُّ داخلها الرّؤيا كعاصفةٍ
فتنكرُ العَصْفَ والرّؤيا ومن عَصَفوا

لها انكسارُ نبيٍّ حين يخذُلُه
أهلوهُ، حين على أمجادهِ اختلفوا

تبني على صخرة الآلام هيكلَها
فيا مغيثاً أغثْها قبل تنخسف

مختارةٌ من نبيَّاتٍ هَجَسْنَ بها
وكلّهنّ انحناءٌ، وحْدَها ألِف..

قل: غارُ وحيٍ، وقالتْ: لستُ قارئةً،
قل: قدِّسَتْ من رؤى أنبائها الصُّحُفُ

لو أستطيع لأكملْتُ الزَّمان لها
باباً من العطرِ نحو الله ينعطفُ

بل أستطيع انبلاجَ الوقتِ عن شجرٍ
مذهّبٍ، بيدَيْها سوف يُقْتَطَفُ

بها امتلأتُ جمالاً أوَّلاً، فإذا
رأيتنَي مستحيلاً، قل هي الصُّدَفُ

لها وقفتُ طقوسَ الشّعر خالصةً
ورحتُ أصعَدُ، إذ عشّاقها وقفوا

يا جنَّتي وجحيمي... كلّ مَنْ قُتلوا
سيشهدون... ووحدي لستُ أعترف

_________

12/7/1999