تراجيديا عربية - فصل ما بعد النهاية- - علاء الدين عبد المولى
يا معشر الشّعراءِ، تجترونَ أعشابَ اللّغاتْ
تُلقون مَجمرةَ الهيام على صقيع اللَّحنِ
تنزلقون خلف المنبر الذهبيِّ،
مائعةٌ رؤاكمْ، قشرةٌ أصواتكُمْ.
عفنٌ أراه على فطور غنائكم، وهزيلةٌ كلماتكم
لا جمرةُ الإلهام تُدْفئكم، ولا ملكوتُها القدسيُّ
يَقْبلكُمْ ولو خَدَماً، فكيفَ تعملقَتْ خطواتُكُمْ؟
هذي الفجائعُ من يواكبُها سوى نزفِ اللّغات بداخلي؟
أيقظت كل النادباتْ
أغريتهنَّ بقُبلة المأساةِ، أن يُعلنَّ خاتمتي،
هنا جيلي تساقَطَ عند وادي الحزنِ،
والذلُّ استباحَ منازلي
ناديتُ في الأسحار: يا ربَّ الثَّباتْ
أنا سجنُ أغنيتي،
وسجنُ الشَّهوة العذراءِ،
سجنُ الحلمِ،
سجنُ الرُّوحِ،
سجنُ الرِّيحِ،
سجنُ قصيدةِ الهذيان،
سجنُ بقيَّةِ الأحزانِ...
يا ربَّ الثَّباتْ
وطنٌ يموتُ، فمن يقولْ:
انَّ المغنيّ ماتَ... ماتْ...