إيقاع ما - علاء الدين عبد المولى

إلى زهرة الأنثى أطيِّرُ نحلتي
لتدخلَ في لغز العبير شهيدةً
مضَّرجةً بالمسكِ، والشَّهوة البكرِ...
وتسألني الأشياءُ: من أيّ كوكبٍ
تدلّيتَ: من أيّ الغوايات تغتني
خلاياكَ، إذ يخضرّ فيها دمُ الشِّعرِ؟...
أنا العاشقُ المطوَّى في حزنِ حزنِهِ
تفيض بيَ الشّهْوات مشْرعَةَ الرّؤى
أنادي إناثَ النَّار: مَنْ جَمرةٌ غيري؟...
على كتفي تُلْقى عباءاتُ عالمٍ
من النُّور. في قلبي تخيِّم أُمّةٌ
من العشقِ. تُلْقي موحِشَ البرقِ في صدري...
أرتّبُ ميعادَ الفصول، وأستوي
على عرش أشعاري مليكاً، متوِّجاً
...
بماءٍ لطيفِ الدَّفْقِ أغنيةَ الزّهْرِ...
وأدخل ظلْمات السَّراديب مقمراً
كما قَدْ يضيءُ اللَّه أوردةَ المدى
وأفتحُ أزرار الفضاءِ عن الجمرِ...
كريمٌ ندائي إذ أغنِّي مواجعي
فأنشرُها ليلاً على ضفَّة الأسى
كأنّي امتدادُ الموج في جسدِ البحرِ...
غنيٌّ بميراثِ الغرام، مزيِّنٌ
بفضّيَة الأحلام روحي، ولي يدٌ
تفكّر بالأشياءِ إن خانني فكري...
أنا واصلُ الرُّؤيا بيَنبوع شَهْوتي
وبي شبقٌ تجتاحُ روحي طيورُه
وعُلِّمِّتُ في دار الصّبا منطقَ الطَّيْرِ...
أكّلمُ منذ المهد قوماً تحجَّروا
فغرِّبتُ عنهم غاسلاً منهمُ يدي
رضيّاً بميلاد الكوارثِ والفقرِ...
تدفّقتُ في صمت العذارى قصيدةً
تؤلِّف ما بين النُّهود وقُبْلتي
فأنذُرُ للحبِّ العظيم جنى عمْري...
أن طفلُ أنَّات الهيام، أصابعي
أبعثرُها في كلِّ صدر مطيَّبٍ
وألهو بما تُخْفي الغلالةُ من عطرِ...
بعينيَّ أُغوي كلَّ فَرْعٍ مؤنَّثٍ
وأَسْبيهِ بالسِّحر الجليل فينحني
ولن تشفيَ الآياتُ مَنْ طالَهُ سِحري...
كأنَّ خيول الجنِّ تعبر في دمي
لأصهل أشعاراً تسافر حرّةً
فلا عاشَ من يبني حدوداً على شِعري...
_________
28/2/1992.