انشودة الأنثى - عمر إدلبي

شفيفٌ مَداها.
تُسمّى بياضَ النّدى،
وتنادي السماءُ بعطرِ اسمها ملكاً
فوق عرشِ الفراديسِ،
يا شجرَ الضّوءِ
سمِّ بآلاءِ أقمارِهَا
كلّما لفَّكَ الليلُ ،
واهبطْ سلالمَ وردِكَ
كيما ترى الصبحَ أزهَرَ ،
واسجدْ لزيتونة العشقِ سبعاً ،
وضُمَّ نَداها .
ويا ماسةَ الليلِ
طوفي ببيتِ الأريجِ
وصلّي بمحرابِ عنبرِها وهُداها .
ويا خازنَ الماءِ
مرَّ على نهرها ،
واقتطفْ غيمةَ الّلوزِ
من تحت جسرٍ ،
تمرُّ عليه خلاخيلُ فضّتِها ورؤاها .
شفيفٌ مداها .
وما كان هذا المدى كائناً
لو تخلّى عن الخلقِ فيه سناها.
هو الكونُ أنثى .
على راحتيها تدورُ الفصولُ ،
ومن دمها يشرقُ النورُ أكمَلَ ،
قيثارةُ القلب حين تبوحُ
تغنّي لأنثى .
وفي الدّرب ما بين أغنيةٍ وبكاءٍ
أتيهُ
إذا ما غزالُ القصيدة سَابَقَ ناياتِها ،
والرهانُ لها ،
ليس تذوي القصائدُ
إلا إذا انكسرَ الحبرُ
وهو يحدِّثُ أشجارَها
عن فتوحِ الرّبيعِ ،
فتبكي، وتنشقُّ بين يديها السماءُ ،
القصيدةُ أنثى ،
حروفُ الكلام يواقيتُ ضحكتها ،
وتراتيلُ فِكرَتها ،
في الأساطيرِ يحدُثُ أنَّ اللغاتِ
التي تَسَعُ الكائناتِ
توجِّه وجهَ الصّلاةِ لأنثى ،
لعلَّ رضاها يتمِّمُ نعمَتَهُ ،
ويضيءُ لها حُجُبَ الصوتِ ،
والغيمُ أنثى ،
بساتينُ حبٍّ تطلُّ
متى نهض الماءُ من غفوة الغيمِ ،
أجنحةُ الريحِ تنسِلُ من رئةِ البحرِ
حتى تصيرَ ممالكَ زرقاً
على الأفق الساحليِّ ،
مباركةٌ شرفةُ اللازَوَردِ
إذا مسَّ ريحانَها عطرُ أنثى .
لها الأرضُ لؤلؤةٌ من نباتٍ
يخضِّبُها الماءُ ،
آن تدورُ
تدورُ لمجدِ عذاباتها السرمديِّ ،
لعلَّ قناديلَ أشجارها تلثُمُ الأرجوانَ ،
إذا قلبُها من بَنيها انجرحْ .
لها الكونُ معطفُ حبٍّ ،
ويبتكرُ المطرَ العذبَ
حتى يرفَّ على رمشها
كفراشٍ مضيءٍ ،
ويهدي لقبَّتِها السوسنيّةِ قوسَ قزحْ .
سينجرحُ الشِّعرُ إن مسَّ طيبتَها ،
فتطير عصافيرُ أدمعهِ ،
ويسيل المعتَّقُ من حزنهِ ،
فتراه يسير على راحتيها
كساقيةٍ من بنفسجَ ،
ما سرُّه الشِّعرُ ؟
حين يمرُّ بباب عذاباتها يكسرُ الروحَ ،
حتى كأنَّ الحروفَ سلاسلُ من وجعٍ ،
والغريبُ عليه الفرحْ !
يسمّونها كلَّ هذا، وأغلى،
وينسون أجفانَها غارقاتٍ
بأوجاعها ،
وعلى كأس رقَّتها يسكرونْ .
وفي بُركة الحزن يرمون أيامَها ،
بينما تتلألأُ ،
كيما تضيءَ جهاتِ رؤاهمْ
بزيتِ مدامعها ،
وهمُ يطفؤونْ .
نيامٌ ،
إذا غابَ ظلُّ العذوبةِ عن حلمهم ،
يبهتونْ .
فسبحانه النورُ !
يأنسُ في قلبها،
ويشفُّ كغيمة روحٍ بها يكفرونْ .
جنون ٌ...
جنونْ !!!
* * *
شفيفٌ مَداها.
تُسمّى بياضَ النّدى،
وتنادي السماءُ بعطرِ اسمها ملكاً
فوق عرشِ الفراديسِ،
يا شجرَ الضّوءِ
سمِّ بآلاءِ أقمارِهَا
كلّما لفَّكَ الليلُ ،
واهبطْ سلالمَ وردِكَ
كيما ترى الصبحَ أزهَرَ ،
واسجدْ لزيتونة العشقِ سبعاً ،
وضُمَّ نَداها .
ويا ماسةَ الليلِ
طوفي ببيتِ الأريجِ
وصلّي بمحرابِ عنبرِها وهُداها .
ويا خازنَ الماءِ
مرَّ على نهرها ،
واقتطفْ غيمةَ الّلوزِ
من تحت جسرٍ ،
تمرُّ عليه خلاخيلُ فضّتِها ورؤاها .
شفيفٌ مداها .
وما كان هذا المدى كائناً
لو تخلّى عن الخلقِ فيه سناها.
هو الكونُ أنثى .
على راحتيها تدورُ الفصولُ ،
ومن دمها يشرقُ النورُ أكمَلَ ،
قيثارةُ القلب حين تبوحُ
تغنّي لأنثى .
وفي الدّرب ما بين أغنيةٍ وبكاءٍ
أتيهُ
إذا ما غزالُ القصيدة سَابَقَ ناياتِها ،
والرهانُ لها ،
ليس تذوي القصائدُ
إلا إذا انكسرَ الحبرُ
وهو يحدِّثُ أشجارَها
عن فتوحِ الرّبيعِ ،
فتبكي، وتنشقُّ بين يديها السماءُ ،
القصيدةُ أنثى ،
حروفُ الكلام يواقيتُ ضحكتها ،
وتراتيلُ فِكرَتها ،
في الأساطيرِ يحدُثُ أنَّ اللغاتِ
التي تَسَعُ الكائناتِ
توجِّه وجهَ الصّلاةِ لأنثى ،
لعلَّ رضاها يتمِّمُ نعمَتَهُ ،
ويضيءُ لها حُجُبَ الصوتِ ،
والغيمُ أنثى ،
بساتينُ حبٍّ تطلُّ
متى نهض الماءُ من غفوة الغيمِ ،
أجنحةُ الريحِ تنسِلُ من رئةِ البحرِ
حتى تصيرَ ممالكَ زرقاً
على الأفق الساحليِّ ،
مباركةٌ شرفةُ اللازَوَردِ
إذا مسَّ ريحانَها عطرُ أنثى .
لها الأرضُ لؤلؤةٌ من نباتٍ
يخضِّبُها الماءُ ،
آن تدورُ
تدورُ لمجدِ عذاباتها السرمديِّ ،
لعلَّ قناديلَ أشجارها تلثُمُ الأرجوانَ ،
إذا قلبُها من بَنيها انجرحْ .
لها الكونُ معطفُ حبٍّ ،
ويبتكرُ المطرَ العذبَ
حتى يرفَّ على رمشها
كفراشٍ مضيءٍ ،
ويهدي لقبَّتِها السوسنيّةِ قوسَ قزحْ .
سينجرحُ الشِّعرُ إن مسَّ طيبتَها ،
فتطير عصافيرُ أدمعهِ ،
ويسيل المعتَّقُ من حزنهِ ،
فتراه يسير على راحتيها
كساقيةٍ من بنفسجَ ،
ما سرُّه الشِّعرُ ؟
حين يمرُّ بباب عذاباتها يكسرُ الروحَ ،
حتى كأنَّ الحروفَ سلاسلُ من وجعٍ ،
والغريبُ عليه الفرحْ !
يسمّونها كلَّ هذا، وأغلى،
وينسون أجفانَها غارقاتٍ
بأوجاعها ،
وعلى كأس رقَّتها يسكرونْ .
وفي بُركة الحزن يرمون أيامَها ،
بينما تتلألأُ ،
كيما تضيءَ جهاتِ رؤاهمْ
بزيتِ مدامعها ،
وهمُ يطفؤونْ .
نيامٌ ،
إذا غابَ ظلُّ العذوبةِ عن حلمهم ،
يبهتونْ .
فسبحانه النورُ !
يأنسُ في قلبها،
ويشفُّ كغيمة روحٍ بها يكفرونْ .
جنون ٌ...
جنونْ !
* * *