خارج جهات الطوائف - عمر سليمان

هكذا تعزفينَ على وترِ الحُزْنِ عند المساءْ
البناياتُ والضوءُ يخفتُ بينَ الشوارعِ
صحبيْ يديرونَ كأسَ الحديثِ
وأركيلةٌ تتنهَّدُ من ذكرياتٍ مضتْ
شرفةٌ حلَّقتْ بعيونيْ
أرى غائباً عن مكانيْ الحنينَ هلالاً يذكِّرنيْ بانكسارِ الأماني:
لماذا جرى الوقتُ يسبقنا في انشغالِ المكانِ بترتيبِ فوضى
تباعدُ بينَ شفاهيْ وثغركْ؟
لماذا وقد قدمَ الصيفُ كنا نصبُّ الظهيرةَ بينَ المقاهيْ ارتجافاً وبرداً؟
لأنَّ الملوكَ نسَوا ضبطَ بوصلةِ الحُبِّ حسبَ جهاتِ الطوائفِ؟
إنَّ شماليْ قريبٌ بعيدٌ
وإنَّ جنوبكْ...
لماذا إذاً؟
كان يمكننا أن نعيدَ احتمالَ الهزيجِ ولو غادرتْ عن هوانا السواقيْ
وأن نعتليْ صهوةً للكلامِ ولو لم يعد فرسٌ للصدى
كان يمكننا أن نخادعَ عُرفَ السماءِ ببحرٍ لنا أبيضٍ أبيضٍ
كان يمكننا...كان يمكننا...
هكذا تعزفينَ على وترِ الحزنِ هذا المساءْ