كأنَّ الغروبِ مرايا - عمر سليمان

قطفتُ وريقةَ ليمونةٍ
وادَّعيتُ بأنِّيْ أودُّ تشمينها
ثمَّ وَسَّدْتُهَا في كتابيْ كأمٍّ
إذا غربتنا الفصولُ
جلسنا
ومن مللٍ تقْشِرينَ غصوناً وترمينها في الظلالِ
وعيناكِ باخرتانِ يشُدُّهما للغيابِ الأصيلُ
وشعرُكِ مثلُ خيامٍ تُرفرفُ حولَ غمامِ عيونكِ
يغريْ أكفِّيْ الهديلُ
أودُّ ألفُّ ذراعاً
وأشبكُ كفَّاً بكفٍّ على مقعدٍ من وصالٍ يطولُ
ولكنَّ حُزنَاً تربَّعَ ما بيننا
ومع البحرِ سرنا
وصمتُ الموانئِ يشبهنا
لا زوارقَ لي بينَ نهديكِ
ما منْ أصابعَ تصعدُ سُلَّمَ ثغرٍ
سيقلعُ عمَّا اشتهاءٍ ببحرِ الأنينِ
ورُبَّانهُ مستبدٌّ خجولُ!
وقفنا لكيْ تسرديْ في شرودٍ مشاريعَ فصلٍ سيأتيْ
أقولُ:سننجحُ لا تعبأيْ بالسنينْ
وعينايَ شيئاً تقولُ
كأنَّ الغروبَ مرايا
فلا نتلفَّتُ لمَّا نحادثنا كي نرانا
وكورنيشنا سابحٌ في الغروبِ
وفوقَ جدارِ الرخامِ تعانقَ كفَّاكِ
كنَّا اتفقنا:سنرسلُ أخبارنا بالبريدِ
ولا حاجةٌ لاتصالٍ
فحبركِ ينشرُ في الروحِ دفئاً لبردِيْ
وقلتُ:اذكُرينيْ إذا ماجلستِ لطاولةِ الليلِ
حينَ الثوانيْ تشابهُ في خطِّها فوقَ سطرِ السكونِ حروفيْ بقلبكِ
أو حينما تلتقينَ بأهلكِ وقتَ المساءْ
يديرونَ كأسَ الحديثِ
ولا يعلمونَ بشأنِ الزنابقِ تهزجُ في حقلِ روحكِ
زنبقةً إثرَ زنبقةٍ يعتريها الذبولُ
سواحلنا في سكونٍ
أرى العابرينَ يخطُّونَ في خطوهمْ للرصيفِ أفولاً
وسادَ الأصيلُ
سلامٌ
لنا موعدٌ في الرسائلِ
قد آنَ أحزمُ من مرفأ القلبِ ذكرى
وآنَ الرحيلُ...