سَمَرْ - عمر سليمان

فقوميْ...
سنبحثُ خلفَ المساءِ لنا عن وصالٍ
فما ظلَّ شمعٌ يناجي السريرَ
وما عادَ يهويْ بنهدِ الجنينةِ ثغرُ القمرْ
لقد كُنْتُ أدريْ بأنَّا انتهينا
وأنا انتهينا
وأنَّ مياهَ الصحارى مرايا حنيني الـ يحلقُ بينَ الرؤى
ولكنني كنت أقصد ألا يطولَ مسيرُ الهوى
وأني رميتُ لهاثيْ لنخلكِ
حتى يفيضَ بقلبيْ نشيدُ البحارِ
إذا لاطمتْ سعفَهُ في الهجيرةِ ريحُ انتظاريْ...
لقد كانَ قربُ كنارِ التغافلِ من فخِّ هرةِ سروِهِ فخاً بعيداً
أرادَ جنونيْ يراكِ أميرةَ هذيْ الأغانيْ
تصفف في عودِ حرفيْ نقاطَ الوترْ
***
وقُوميْ
سنبحثُ خلفَ الوِصالِ لنا عن ربيعٍ
فرفُّ الشفاهِ بنا صارَ أعلى قليلاً
ولفَّ الذهولُ ارتعاشَ الغمامِ...
وصحوُ الحنايا تقهقرَ تحتَ المطرْ
سنحتاجُ نصغي لما قد ذراهُ الصنوبرُ من قُبَلٍ فوقَ وادي الصباحِ
وقد لفعتنا رياحُ الصدى...:حينَ كبَّلتِ غزلانَ عشقيْ بغابِ الطوائفِ
مالَ الغمامُ إلى حيرتيْ:
كُنْ كَكُلِّ العصافيرِ
واعبدْ أنوثةَ هذيْ السماءِ
لينسابَ بحرِ المحبةِ في راحتيكَ
ولا يستبيكَ بظلِّ الخمائلِ بعضُ الزَّهَرْ
وغابَ بكِ الغيمُ
والشمسُ في راحةِ النورِ تطرقُ
والعشبُ يزهو بصحوِ الروابيْ
ولكنَّ غزلانَ عشقيْ أسيرةُ سورِ القدرْ!!
وخيَّمَ بردُ الظلامِ
وطاحونةُ الليلِ تحكيْ لقمحِ البساتينِ عنا
وحمالةُ العطرِ في مشجبِ الريحِ
والحبرُ يكبو بطاولةِ الخوفِ...
سيجارُ شهوتنا ذاهلٌ دونَ ثغرِ اشتعالٍ...
وخلفَ ستارِ التعثُّرِ شُبَّاكُ أحلامنا
ذَبُلَ البدرُ في كأسهِ...وانكسرْ!!
***
فقوميْ إذا مرَّ فينا صباحٌ
نلملمُ لذَّةَ حلمِ الغيابِ
ونسحبُ سرجَ الأمانيْ
لنتركَ للذكرياتِ طريقاً طويلاً
يناجيْ نعاسَ الشجَرْ...