في رثاء الشيخ بن باز - أحمد الصالح ( مسافر )

كبير أن تكون لنا.. المصابا
لقد متعتنا.. حِججا.. عذابا

ألست ضمير أمتنا أمينا
ترد ضلال من في الغي شابا

كبرت مجاهدا ورعا تقيا
مضيئا في تألقه شهابا

عظيما في تواضعكم.. حليما
بسطت لكل معضلة جوابا

لقد فزَّعت.. كل الناس حبا
فكيف وأنت أزمعت الغيابا

رحلت.. وأمة الإسلام.. تشكو
من الأحداث.. أنكاها.. عذابا

خبت روح الجهاد.. وبئس قوم
أمالوا عن جهادهم.. الركابا

أبا العلماء.. والفقراء.. إنا
نكاد نعيش دنيانا.. اغترابا

حلتت شغافها حبا.. وعفت
- عن الدنيا - خلائقك احتسابا

وألقيت المهابة.. في جلال
على العلما.. فأصبحت المهابا

أرى.. كرسي فتواك.. استجاشت
به العبرات.. ينتظر الإيابا

وطلاب.. تحروك اشتياقا
تعلمهم.. وتلقيهم خطابا

كأنهم إلى لقياك ساروا
لتسمعهم من التشريع بابا

يتاماك.. المنابر مطرقات
ومن عشقوا إلى العلم الكتابا

قلوب المسلمين تزف نعشا
إلى من لا يخيِّب.. من أنابا

لئن رفعوا على الأكتاف نعشا
فقد حملت قلوبهم المصابا

.. وأن له.. إلى الرحمن وفدا
-بإذن الله- لن يخشى الحسابا

إمام العلم والرأي المجلي
لك العتبى ولم تأت العتابا

وألقيت المهابة.. في جلال
على العلما.. فأصبحت المهابا

وداعك.. في النفوس له أوار
وفقدك هز من حزن شبابا

أرى.. كرسي فتواك.. استجاشت
به العبرات.. ينتظر الإيابا

ومحراب.. تعطره.. بآي
من الذكر الحكيم.. إليك ثابا

وطلاب.. تحروك اشتياقا
تعلمهم.. وتلقيهم خطابا

أرى الجمع العظيم بكل فج
تسيل جموعهم فيه انصبابا

كأنهم إلى لقياك ساروا
لتسمعهم من التشريع بابا

وتفتيهم.. وتقرئهم دروسا
وتمنحهم من العلم اللبابا

يتاماك.. المنابر مطرقات
ومن عشقوا إلى العلم الكتابا

بذلت لهم.. مواعظ نيرات
أزالت عن بصائرهم حجابا

قلوب المسلمين تزف نعشا
إلى من لا يخيِّب.. من أنابا

أرى "الحرم الشريف" يموج خلقا
كأن هديرهم.. عجبا عجابا

لئن رفعوا على الأكتاف نعشا
فقد حملت قلوبهم المصابا

أليس إمام سنتهم مسجى
وأن رحيله.. قد صار قابا

.. وأن له.. إلى الرحمن وفدا
-بإذن الله- لن يخشى الحسابا

قلوبهم.. إذا يحثون تُربا
لتغبط في محبته.. الترابا

إمام العلم والرأي المجلي
لك العتبى ولم تأت العتابا

وداعا - يا حبيب الناس- إنا
بفقدك.. نسأل الله الثوابا