انتفضي ايتها المليحة - أحمد الصالح ( مسافر )

غداة تستطيع أن تقول
وتبدأ اللحظة من عمرك
والإنسان في عينيك ومضْ
وغداة تستطيع صون العرض
وحفظ ماء الوجهِ
عشق حلوةٍ سمراء تدعى الأرض
يقتادك الوجع
يعتادك البطن الذي ما ملَّ من شبعْ
يعتادك.. الشهوة
والوسواس والجشع
****
إن شئت أن تكون:
في الأسماع والبصر
أن تكسر الصليب تقهر التتر
إفتح لعينك المدى
إفتح لقلبك الهدى
حدِّث ولا حرج
إبدأ بمن تعول
إحمل هموم الناس
خاطب العقول
إن شئت أن تكون
****
يا أيها.. المغلول بالذنوب
موجعًا بنفسه
وبالأغراب واليهود
يا واحدًا..!!
له من الأشياء ما يريد
يا قزمًا.. تسكنه المعاصي
طلعُهُ الصديد
أمركَ..؟!
يستفحل في الأحرار
في الإماء
والعبيد
تعيذك الغيلان من شرورها
تطلبك الأجنّةُ المخبَّئات للقصاص
تطلبك..
الحرائر التي ما هتكت ستورهن
قبل هذا اليوم
جئت تغشاهن
- في خدورهن - كالنعاس
عملتَ كل شيء
تركتَ بعض شيء
ملكت.. ما في «العُبِّ» و «الجُراب»
ما تحت ضوء الشمس
ما تحت التراب
شربتَ.. في الحانات
كم ثملتَ في المحراب
****
لا ترفعنَّ.. «أيها»..!!
مصاحفًا.. على الرماح
وأنتمُ.. «يا أيها»..!!
لا تُدخلوا بوابة «الاصطبل»
«هذا».. من يشاءُ؟!
رأسه معتلَّة بالراح
يا حلوة..!!
تُغسلُ في الصباح والمساء بالنواح
إنتفضي..!!
إنتفضي!!
أثوابك الفضفاضة..؟!
اشتهتها.. جوقة الغلمان
عيناكِ..؟!
بحر ليس يملك الهدوء بعد الآن
مناطق الحلال والحرام..؟!
مسَّها الفُساق..
وافضيحة الأعراب..!!
يا لعزة القبيلة..!!
تناسخت في بضعك الرؤوس
والأذناب
مُدَّت الحرابُ.. ساءت المقولةْ
ما لون .. هذا الوقت..؟!
ما نوع.. هذا الموت..؟!
وأي فِريةٍ تجيء في ظلال صمت
****
خذ من فتوة الشجاع للجبانْ
قارب خطاك
للقاء.. شاهدان
بصُرتَ بالذي لم يبصروا به
ومالئتكَ عاهرات «الروم»
- بعدًا - ..!!
أعلنوا - يا سيدي - ما جئت
أو ما قد تجيء.. في بيان
****
انتفضي..!!
يا حلوة العينين
يا طريةً.. كعود بانْ
انتفضي..!!
للحرف سطوة
وللكلام صولجانْ
قولي.. لكل العاشقين
الصمت مات.. منذ الآن
انتفضي..!!
ستنبتين في العيون والأجفان
في لحظة الوداع.. واللقاء
تنبتين.. في الوريد والشريان
ما أعظم الحسناء..!!
يوم أن تقول:
كُن.. فكان
انتفضي..!!
انتفضي..!!
فالعشق لا يكون بالكتمان