لواعج على ورق الحنين - أحمد الصالح ( مسافر )

إلى الأحباب في الرياض
أحبابَ .. هذا الشعر..!!
تسألني .. القصيدةُ:
كيف حالُ الأهل.. والأحباب..؟!
كيف.. الشعر بَعْدُ..؟!
وأنت تأخذك القُرى.. بُعْداً
ويُقْصيك الزمانُ
وتَجْتَبِيكَ .. مواجعُ الأحباب
توغل.. تستبدُّ بك الشجونْ
أحبابَ.. هذا الشعر..!!
تطلبني القلوبُ
فكيف أهربُ
من قلوب أحبتي..؟!
وبأيِّ.. قافيةٍ...؟!
سأكتب حبَّهمْ
وبأي أحزاني .. وأفراحي
أُحدِّث عنهمُ..؟!
وبأي ... حرفٍ ..؟!
سوف أستغشي السكونْ
أحباب .. هذا القلب..!!
كيف الحبٌّ يُقرأُ .. في العيونِ
قصيدةً .. وحكايةً
ليست تُقالُ
وليس يُعْربها النُّحاة
وليس يَرْقيها الحواة
ولا الرُّواة تحيطها
أو أن تجيشَ بها الظنون
أحباب تلك الذكريات البيض
بعضَ حنانكم..!!
فالقلبُ.. أوجعه النوى
وتملكَتْهُ الذكريات
يفرُّ من بين الضلوع
إلى ضلوعِ وفائكم
ولكم به صرحٌ مكين
أحبابَ .. هذا القلب..!!
لا عتبٌ .. فقد أسكنتكم
وطناً بقلبي
في الشغافِ لكم هوىً
ولكم حلولٌ في الوتين
أحباب .. هذا الشعر..!!
لا تثريب بَعْدُ
الحبُّ يورقُ في مساء الشعر
حقلَ سنابلٍ
وبيادراً من ياسمين
يختالُ .. هذا الحب
في لغةِ القصائد
في قلوبٍ هزَّ هذا العشقُ
من أغصانها ورقَ الحنين
يا أيُّها الأحبابُ..!!
هذا الحب.. أُمُُّ بَرَّةٌَ
وأبٌ له عين الرضا
ورفيقةُ الدرب الطويل
هو البراعم
يملأون الكونَ
فيضاً من حنان
إنه الأصحابُ.. والأحبابُ
والأرضُ الثريَّة
بالهُداة .. وبالندى
وبأمّةٍ .. لا تستكينُ ولا تلينُ
لها من «القرآن»
سلطانٌ مبينْ
الحبُّ .. هذا الشاعرُ
المسكونُ بالدنيا
يضمِّدُ جرحها المبتلَّ
بالألم الُمَبِّرحِ
يعتلي عرش الهوى
ويذوب .. في أحلى العيون
الحبُّ .. بذرةُ سدرةِ العشق
التي كمْ هزّها شغفاً
ونادمها.. هزيع شبابه
وتساقيا كأس الغرام
على مراشف..
من شفاه المترفات
ربيعه يأتي كنسمات الصَّبَا
وألذَّ .. من غيثٍ هتونْ
الحبُّ .. يا منْ يقرأون الشوقَ في الأحداق
يبدأُ .. صبوة الفرح الجميل
يُغيْضُ في العشاق
ملحمة التمرد والجنونْ
الحبُّ .. في رحم الحياة..
الشاعر المسكونِ بالمأساةِ
والممتدُّ .. في نُطَفِ الثرى
المنداحُ .. في كلِّ القرونْ
الحبُّ .. ينبت مثقلاً بالخلق
ينفذ في مسارب همِّهم
يفتضُّ .. خافية النفوس بسحره
أقوى من البأساءِ
من أُسْدِ الشرى
وأرقُّ من ماءٍ معينْ
الحب ..
وسواس القصيدةِ
بعض ما أوحى القرينُ
إلى القرينْ